فيروسات الجهاز العصبي

تُصيب العديد من الفيروسات الجهاز العصبي المركزي، وينجم عنها  العديد من الأمراض الفيروسية الخطيرة، وقد تتسبب هذه الفيروسات بالتهاب الدماغ والسحايا، والتي قد تؤدي إلى إعاقة قد تكون مؤقتة أو دائمة، أو قد تؤدي إلى الوفاة، وتنتقل فيروسات الجهاز العصبي بطرق عديدة مثل لدغ الحشرات.

الجهاز العصبي المركزي

• الجهاز العصبي المركزي هو الجهاز المسؤول عن معظم وظائف الجسم والعقل، ويتألف من الدماغ والحبل الشوكي والألياف العصبية التي تتفرع إلى جميع أجزاء الجسم.

• يحاط الجهاز العصبي المركزي بأغشية مغلفة تسمى السحايا، والتي تتكون من ثلاث طبقات هي طبقة الأم الحنون، وطبقة غشاء العنكبوتية، وطبقة الأم الجافية.

• تعمل طبقات السحايا الثلاث على حماية الدماغ والحبل الشوكي، واستقرار الأعصاب الموجودة تحتها، ودفع ضرر احتكاك العظام المحيطة بالأعصاب.

التهاب الدماغ والسحايا

• التهاب الدماغ: هو التهاب يُصيب أنسجة الدماغ، وذلك بسبب عدوى فيروسية أو ميكروبية مباشرة، أو عندما يتم تحريض فيروس كامن، أو بسبب لقاح ما.

• يمكن أن يترافق مع التهاب الدماغ التهاب الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى حدوث اضطراب يسمى التهاب الدماغ والحبل الشوكي.

• التهاب السحايا: هو التهاب يُصيب طبقات الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي والتي تسمى بالسحايا، والحيز المملوء بالسائل بين السحايا عندما تسببه عدوى فيروسية أو عدوى بكتيرية أو عدوى طفيلية.

• يمكن أن يُسبب التهاب السحايا التهاب الدماغ، ويُعد التهاب الدماغ الأخطر لأنه يُصيب أنسجة وخلايا الدماغ أو المخ.

• يقتصر تسبب بعض الفيروسات في حدوث التهاب السحايا على فصول معيّنة.

الفيروسات والجهاز العصبي

• تبدأ العدوى الفيروسية عادةً في الأنسجة المحيطية للجهاز العصبي، ويمكن أن تغزو الفيروسات الجهاز العصبي عن طريق الانتشار في الجهاز العصبي المحيطي، ونادراً ما يحدث في الجهاز العصبي المركزي.

• يكون الجهاز العصبي المركزي محمي من خلال الاستجابات المناعية الفعالة والحواجز متعددة الطبقات، لكن بعض الفيروسات تدخل بكفاءة عالية عبر مجرى الدم، أو عن طريق إصابة الأعصاب التي تغطي الأنسجة بشكل مباشر.

• يمكن أن تكون معظم الفيروسات انتهازية وعرضية، حيث يمكن أن تُصيب فيروسات قد أصبت مكان آخر في الجسم وانتقلت عبر الدم الجهاز العصبي، ويمكن أن يكون بعضها قد تطور في الجسم خلال فترة مناسبة من الزمن لتدخل الجهاز العصبي بكفاءة، حيث تستغل بيولوجيا الخلية العصبية.

• بينما تظهر الأمراض الفيروسية الحادة بسرعة، بينما تظهر الأمراض الفيروسية المزمنة ببطء وتتبع مساراً تدريجياً قاتلًا، لأن لها فترات حضانة طويلة داخل الجسم عندما كانت في حالة الكمون.

طرق انتقال فيروسات الجهاز العصبي

يوجد العديد من طرق انتقال فيروسات الجهاز العصبي، وهذه الطرق هي:

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق استنشاق الهواء الملوث بها.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق تناول الطعام الملوث أو شرب الماء الملوث بهذه الفيروسات مثل الفيروسات المعوية.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق استنشاق الغبار أو تناول الطعام الملوث ببول أو براز القواراض مصابة مثل فيروس التهاب السحايا المشيمية الليمفاوي.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق الاتصال الجنسي مثل الفيروس الهربس البسيط.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق نقل الدم أو زراعة الأعضاء مثل فيروس الإيدز.

• ينتقل الكثير من فيروسات الجهاز العصبي عن طريق لدغ الحشرات مثل فيروس زيكا.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق المشيمة من الأم الحامل للجنين مثل فيروس الروبيلا.

• تنتقل بعض فيروسات الجهاز العصبي عن طريق لعاب إنسان مصاب من خلال التقبيل مثل فيروس إبشتاين بار، أو عن طريق لعاب حيوان مصاب من خلال العض مثل فيروس داء الكلب.

الأعراض التي تُسببها فيروسات الجهاز العصبي

تختلف أعراض العدوى الفيروسية في التهاب السحايا عن التهاب الدماغ، وهذه الأعراض هي:

• التهاب السحايا الفيروسي: تبدأ الأعراض بالحمى والتعب والسعال وألم العضلات والقيء ونقص الشهية والصداع، وقد لا تظهر  أية أعراض، ثم تشتد درجة الحرارة مع الصداع وحدوث تيبس في الرقبة، والشعور بالألم عند محاولة خفض الذقن إلى الصدر، أو قد يكون القيام بذلك مستحيلاً.

•  التهاب الدماغ الفيروسي: قد يعاني المريض في البداية من أعراضٍ في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو التقيؤ أو الإسهال أو ألم البَطن، أو قد يشعر المريض بأعراض شبيهة بالرشح والانفلونزا، مثل الحمى والسعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، وتضخم الغدد الليمفاوية، وألم العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض لتشمل: الصداع والحمى الشديدة، نوبات الصرع والهلوسة، ومشاكل في الذاكرة، و مشاكل في الحواس أو الحركة، والنعاس والذي يمكن أن يتفاقم إلى غيبوبة ووفاة.

• قد يحدث تيبس في الرقبة في التهاب الدماغ، ولكن يكون ذلك أقل شيوعاً وأقل شدةً من التهاب السحايا.

• إذا تأثر الحبل الشوكي مع التهاب الدماغ، فإنه قد يحدث خدران وضعف في أجزاء من الجسم، وإذا كانت العدوى شديدة، قد يفقد المريض الإحساس ويصاب بالشلل، ولا يتمكن من ضبط عملتي التبول والتغوط.

•  يستغرق التعافي من التهاب الدماغ الفيروسي وقتاً أطول من التهاب السحايا الفيروسي، ولا يتعافى بعض المرضى بشكل كامل، ويزداد احتمال الوفاة إلى نوع الفيروس، ومكان الإصابة، ومدى سرعة معالجة العدوى.

فيروسات الجهاز العصبي

تُقسم فيروسات الجهاز العصبي إلى ثلاثة أقسام:

1. فيروسات الجهاز العصبي الكامنة

• الفيروسات الكامنة: هي الفيروسات التي تسببت بعدوى فيروسية في الماضي، ثم أصبحت خاملة وغير نشطة، ولكن تم إعادة تنشيطها لسبب ما.

• من أبرز فيروسات الجهاز العصبي الكامنة: فيروسات الهربس البسيطة، والفيروس النطاقي الحماقي، فيروس جون كونينغهام JC، والفيروسات التي تم أخذ لقاحات لها في الصغر مثل فيروس الحصبة، وفيروس النكاف، وفيروس الروبيلا، وفيروس شلل الأطفال، وفيروس إبشتاين بار.

2. فيروسات الجهاز العصبي الانتهازية

• الفيروسات الانتهازية: هي الفيروسات التي تستغل الفرصة وتنتقل إلى مكان أو موقع آخر في الجسم، وذلك عبر الأوعية الدموية أو الليمفاوية، وتُسبب الضرر في ذاك الموقع.

• من أبرز فيروسات الجهاز العصبي الانتهازية: الفيروسات المعوية مثل الفيروسات الإيكوية والكوكساكية، وفيروسات التهاب الكبد A و B، وفيروسات الانفلونزا، وفيروس العوز المناعي البشري (HIV)، وفيروس إبشتاين بار  (فيروس انتهازي وكامن)، والفيروس المسبب لمرض كوفيد 19.

3. فيروسات الجهاز العصبي الأخرى

•  فيروسات الجهاز العصبي المنقولة من الحيوانات: فيروس داء الكلب، وفيروس التهاب السحايا المشيمية الليمفاوي، وفيروس نيباه.

• فيروسات الجهاز العصبي المنقولة بالمفصليات مثل فيروس تشيكونغونيا وفيروس التهاب الدماغ الياباني وفيروس غرب النيل وفيروس حمى كولورادو وفيروس شانديبورا وفيروس يواسان وفيروس سانت لويس وفيروس لاكروس وفيروسات التهاب الدماغ الخيلية الغربية والشرقية والفنزويلية وفيروس حمى الوادي المتصدع.

•  فيروسات تصيب الاجنة وتُسبب التشوهات الخلقية مثل فيروس المضخم للخلايا البشرية، وفيروس الروبيلا وفيروس زيكا.