الإبداع وحل المشكلات

اقرأ في هذا المقال


الإبداع وحل المشكلات:

هل هناك علاقة بين الإبداع وحل المشكلات؟ وكيف تعمل هذه العلاقات في إطار النظرية التقليدية للإبداع كعمل اختراق حققه أفراد غير عاديين أو عباقرة، وما هي درجة مصداقية؟ عدد هي التقارير الذاتية لمبدعين كرسوا النظرة التقليدية للإبداع كومضة من الاستبصار الذهني أو الحلم اللاشعور، تحدث الباحث (ويزبرج) وآخرون عن القضايا بصورة تفصيلية من خلال مراجعة وانتقاد بعض الدراسات المخبرية لعملية حل المشكلات وبعض التقارير الذاتية حول أعمال إبداعية في مجالات الآداب والعلوم والفنون.
ركزت البحوث المخبرية والكتابات في مجال علوم النفس المعرفي على دراسة عملية حل المشكلة بمعزل عن العملية الإبداعية، وحتى عند ورود المفهومين في عمل واحد لم تتم مناقشة العلاقة بينهما بوضوح بل إن هناك العديد من المطبوعات الصادرة لعلماء نفس تكريس لفصل بين المفهومين وقد تخلوا حتى من مجرد الإشارة إلى الإبداع.
الخبرة السابقة هي الأساس الذي تنطلق منع جميع المجالات لحل المشكلات وعندما ويقوم الأفراد بعمل لحل مشكلة ما ،فإن عملهم يكون مبنياً على نوع الموازية بين تلك المشكلة ومعارفه السابقة، وفي حال عدم نجاح المحاولة الأولى في حل المشكلة فإن المحاولات التالية يجرى التعامل معها أيضاً في ضوء الخبرة السابقة.
وليستعرض الباحث تاريخ أربعة أعمال إبداعية في مجالات العلوم والتكنولوحيا والفنون لديهم وجهة نظره القائلة بأن العمل الإبداعي في الواقع ليس إلا امتداد لعمل سابق بدأ به الشخص المبدع نفسه أو انتهى إلية آخرون ممن سبقوه أو عاصروه، إما الأعمال التي جرى تحليلها بالتفصيل فهي اكتشاف (واتسون وكرك) لنموذج تركيب جزي (DNA) ونظرية التطور (لدارون) ورائعة (بيكاسو) الفنية واكتشاف (أديسون) لآلة عرض الصور المتحركة.
والحلول الجديدة أو الغير اعتيادية المشاكل هي في الواقع نتاج عملية تطورية تدورمن البدايات، قد لا تكون ناضحة وغير كافية حتى تبلغ الذروة بالوصول إلى الحل وسواء أكان هذا الحل إبداعياً أم لا فليس هناك مكان لأي ومضات استبصارية، والتحليل الدقيق لحالة المشكلة وكيفية المضي قدماً في حلها يكشف بوضوح الطبيعة التطورية أو التراكمية للحل الإبداعي لها.
وتلعب التغذية الراجعة التي يحصل عليها الفرد عندما يفشل في محاولة لحل المشكلة دوراً نشطاً في إعادة صياغة المشكلات بصورة جديدة، ومن ثم البحث في المخزون المعرفي عما يساعد في حل المشكلة الجديدة، وهكذا تستمر العملية التطورية بالاعتماد على الخبرة والتغذية الراجعة في كل مرة إلى إن يتم التوصل للحل.
إذا كانت جميع الحلول للمشكلات الإبداعية طالما كانت تحقق متطلبات المشكلة، وتتصل بالجدة فإن القدرة على التفكير الإبداعي يجب أن تكون قدرة إنسانية أساسية وليست سمة أو مهارة من عالم آخر كما تصورها النظرية العبقرية للإبداع.


شارك المقالة: