الاختزال في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


الاختزال في التربية الخاصة:

تعتمد معظم الاستراتيجيات التعليمية في مجال التربية الخاصة على نماذج التعلم المتعددة وتشمل هذه النماذج العمليات الطبية والسلوكية والنفسية والعمليات ما وراء المعرفية، وتفرض هذه النماذج أن الطلبة ذوي الإعاقة يعانون من عجز يجب تحديده بدقة تشخيصه وعلاجيه، وخلافاً لهذا المبادئ هناك افتراضات خاصة بنظريات التعلم تسعى إلى مساعدة الطلبة في إيجاد معنى لمهام أكبر وذات صلة.
وتبدأ هذه النظريات مع افتراض أن جميع الأفراد يتعلمون دائماً وباستمرار لإيجاد معاني جديدة أكثر شمولية في الطرائق التي تناسب الاحتياجات والاهتمامات الفردية الخاصة بهم، مثل السياقات الاجتماعية والثقافية ومستويات النمو والتجارب السابقة والحالية، ويتم ذلك عن طريق اشتراك الطالب في المهام ذات الصلة بخبراتهم ومصالحهم والسياقات الاجتماعية والثقافية.
ولبعض الوقت فقد ساد نقاش وجدال بين المنظرين والممارسين في ميدان التربية الخاصة حول استخدام الاستراتيجيات التدريسية الكلية في تدريس الطلبة ذوي الحاجات الخاصة، كما أن برامج الاختزال تختار مجموعات محددة من المهارات أو الاستراتيجيات التي تم تقسيمها إلى أجزاء ومن ثم تدريس الطلبة في هذه الأجزاء.
وقد استمر الجدل في استخدام هذه المنهاج في تدريس الطلبة ذوي صعوبات التعليم، خصوصاً بعد الانتقال من الوضع في صفوف خاصة إلى التعليم ضمن برامج الاندماج الشامل، حيث يتلقى الطلبة تعليمهم مع رفاقهم في صف التربية العامة والمساعدة المتخصصة في غرفة المصادر، فإذا كان التعليم في إطار الاندماج الشامل ينبثق من المنهج الكلي فإن معلمي التربية الخاصة يتبعون المنهج الاختزالي.
تم استخدام نماذج مختلفة من التعليم في مجال التربية الخاصة حول الإعاقة، وقد شملت هذه النماذج النموذج الطبي والنموذج النفسي والنموذج السلوكية ونماذج النظرية أو ما وراء المعرفية، وعلى الرغم من أن هذه النماذج تبدو مختلفة عن بعضها بعضاً من حيث الأسلوب أو محتوى التدريس إلا أن هذا الاختلاف سطحي.
وتعتبر الأساليب التي نطبقها حالياً في مجال التربية الخاصة مثالاً يجسد الفشل لرؤيتها الأشياء متسأوية وبأن الجزء الكبير مساوي للصغير، فضلاً عن الانتقاد الخاطئ بأن الأشياء المعقدة مثل سلوك الإنسان يمكن تقسيمه إلى أجزاء على سبيل المثال المعالجة العصبية والعمليات النفسية الافتراضية مثل الذاكرة طويلة المدى وقصيرة المدى، والمهارات المعرفية السابقةوالسلوكيات الأكاديمية والاجتماعية الإدراكية والاستراتيجيات المعرفية والتعليم.
ويكشف (ديني تايلور) 1990 عن كيفية قيام النماذج الاختزالية بتحديد القدرات، فقد قام بمراقبة تطور طفل اللغة المكتوبة والشفوية وتم تشخيص الطفل بأنه يعاني من قصور في المهارات اللغوية والكتابية، وعندما خضع لعملية التشخيص الرسمي تم التأكيد بأن المهارات اللغوية موجودة عند هذا الطفل وأنه في الواقع يكتب بطريقته خاصة، ويرى (بالينسر) 1992 أنه كانت الأساليب اﻻختزالية المستخدمة أقل كانت أكثر قابلية للاستمرار مع مجموعة من ذوي صعوبات التعليم.

بعض الافتراضات في الاختزال في التربية الخاصة:

  1. التشخيص الاختزالي يسعى لاكتشاف العجز عند الطالب، فهذا الرأي يعيق رؤيتنا المساهمات الممكنة الأخرى لهذا المشكلة وأخذها بعين الاعتبار وعلى سبيل المثال العنصرية المؤسسة وضعف التعليم.
  2. نماذج الاختزال تعمل على تشخيص للأسباب المفترضة للإعاقة، وهذا الأمر يعمل على تقليل مجموعة من التفسيرات والحلول الممكنة على سبيل المثال إذا اعتقدنا أن العجز في الذاكرة هو سبب المشكلة حينها سيتم قياس العجز في الذاكرة فقط.
  3. التشخيص الاختزالي يتبع التعليمات وبذلك تكون العملية عبارة عن تنظير وتشخيص وتعليمات وبحث لمجموعة من الافتراضات الأساسية عن الطلبة ذوي الإعاقة.
  4. النماذج الاختزالية تعمل على تقسيم الكل إلى أجزاء وإما أن تؤدي هذه الأجزاء إلى السلوك الأكاديمي أو الاجتماعي أو إلى الاستراتيجيات المعرفية والتعليمية أو إلى العمليات العقلية، ويتم ذلك بتقسيم مهارات الطالب إلى أجزاء وإعادة تسليمها له في تسلسل أمر منطقي حيث يكون منطقي من وجهة نظر البالغين غير المعوقين الذين صمموا التسلسل على أساس تجاربهم الخاصة.
  5. نماذج الاختزال تقوم بالسيطرة على التعليمات بإحكام؛ مما يولد شعوراً سلبياً عند الطالب.
  6. الإعاقة هي التي تحرك التعليمات ومستويات الإعاقة هي التي تدفعنا إلى التشخيص والتقييم، مما يجعل التركيز عند الطالب في غالبية الوقت الدراسي على الأشياء التي يصعب القيام بها، وسيكون الوقت المكرس لتحديد أو دعم الأنشطة التي تنمي الموهبة لدى الطلبة قليلاً جداً.
  7. ينظر إلى التعليم على نحو أحادي الاتجاه، فالمعلم هو الذي يقدم التعليم والطالب يتلقاه، وغالباً ما يشار إلى هذا باسم النظام الإبداعي في التعليم.
  8. النموذج الاختزالي يعزز بشكل حصري أهداف المدرسة بدلاً ما أهداف الحياة.

شارك المقالة: