الاستراتيجيات التربوية البديلة في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تم وضع عدة بدائل اختزالية تربوية على مدى العقود العديدة الماضية، وانتشرت هذ البدائل في مجال التربية الخاصة أكثر من مجاﻻت أخرى في التعليم، كما أبدى المربون اهتماماً متزايداً في استكشاف فرص جديدة لتعليم الطلبة ذوي الإعاقة، في هذا المقال سوف نتحدث عن الاستراتيجيات التربوية البديلة مع شرح كل استراتيجية.

الاستراتيجيات التربوية البديلة في التربية الخاصة:


  1. البنائية:
    وتعرف النظرية البنائية على أنها أفضل اﻻستراتيجيات في علم أصول التدريس البديلة في التربية الخاصة، وفي عدد خاص من مجلة التربية الخاصة بين زيادة شعبيتها في الميدان، تؤكد هذه اﻻستراتيجية على أن التعليم هو عملية إيجاد معاني جديدة من الخبرة.
    فالمعلم يقوم بتطوير خبرات الطلبة في الغرفة الصفية بما يثير اهتمامهم وربطها مع المعرفة المسبقة لديهم، ومن ثم تحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة في بناء معان جديدة ﻷنفسهم، وتشير النظرية اﻻستدﻻلية إلى إيجاد المعنى وهذا يحدث في شكل تسلسلي من الكل إلى الجزء ومن ثم إلى الكل.
    وفي بداية استخدام استراتيجيات التربوية البديلة نرى الكل من تجربة جديدة، ثم نبدأ في دراسة هذا الموضوع وتجربة ذلك بأنفسنا، وتدريجياً نجد أنه يجب علينا دراسة الموضوع بشكل أكثر دقة من أجل إتقان المجال الجديد لدينا، ونبدأ بطلب المساعدة ممن لديهم خبرات كافية، وبعد ذلك نعود إلى الموضوع لنتأكد أننا قد اتفقنا أو فهمناه.
    بينما يرى (بياجيه) أن هذا عبارة عن اختلال في التوازن حيث يقوم المتعلم بمعرفة شيء ما ليس صحيحاً، ويسعى لتصحيح ذلك من خلال البالغين والخبرات، فالمعلم يقوم بتنظيم وترتيب الخبرات وجعلها في متناول الطالب، بينما يقوم الطالب بتنظيم التعليم الفعلي وتعنى هذه النظرية بالتطور المعرفي والأكاديمي للطلبة، وتاريخياً هناك العديد من المربين الكبار الذين كرسوا حياتهم للطلبة ذوي الإعاقة متمثلين بمبادئ اﻻستدﻻلية.
  2. الاتجاه التربوي النقدي:

    يكون المتعلمون ضمن هذه النظرية مهتمين بإيجاد المعرفة ولكنهم يهتمون أكثر بالمعاني اﻻجتماعية والسياسية ومهارات التفكير العليا، ونجد أن هناك تداخلاً كبيراً بين تعريفات التعيلم متعدد الثقافات واﻻفتراضات واﻷهداف التربوية النقدية.
    فالنظرية النقدية تقوم على إعداد الخبرات في المدرسة التي يمكن للطلبة من خلالها إيجاد المعاني حول قضايا اجتماعية أكبر، وقد يسأل اﻷطفال ذوي الإعاقة ضمن هذه النظرية عدداً من اﻷسئلة مثل لماذا أنا مختلف؟ ولماذا أنا مستبعد؟ ولماذا أنا في هذه الفئة خاصة؟ ولماذا ليس لدى رأي حول هذا الموضوع؟ ونتيجة لذلك تعمل هذه النظرية على توجيه الطالب إلى حياة العمل، وليس مجرد تنمية اﻹدراك.
    أول من لفت اﻻنتباه لهذا النظرية هو (باولو فريري) الذي طور حملة لمحو اﻷمية في البرازيل في 1960 لتعليم الفلاحين القراءة واستخدام أساليب شجعت الفلاحين على التحدث والكتابة عن حياتهم في المجتمع، ويعتبر تطوير صوت الطالب أحد الجوانب المهمة لهذه النظرية وعلى معلمي الصفوف فتح حوارات مهمة مع الطلبة ومساعدتهم للتعبير عن آرائهم واﻻستماع إلى أصوات اﻵخرين ويكون التعبير لفظاً أو خطياً.
    حيث يقوم الطلبة بمناقشة الضايا التي تهمهم، ومشاركتهم مع اﻵخرين، واﻻستماع مرة أخرى (مناشقة وتنقيخ)، قد يكون يكون من المناسب للمعلمين مساعدة الطلبة في تطور أصواتهم عن طريق إدراجهم في صفوف خاصة، وقد يؤخذ عليها أنها مملة وغير ذات صلة بحياة الطلبة ومن ناحية أخرى فهي تعمل على تطوير الخبرات للطلبة التي تساعدهم على معرفة ما يجري في العالم.
  3. الاتجاة التربوي الخاص بالتنوع الثقافي:

    تؤكد هذا الاستراتيجية على المساواة في التوقعات والفرص للطلبة على اختلافف ألوانهم، وتكييف المنهاج الدراسي والتنوع في اختيار المعلمين والتنوع اللغوي والثقافة الثنائية، فكل هذه القضايا ذات صله بالمعلمين الذين ﻻ يعرفون غالباً التعامل مع الطلبة مع أصول مختلفة في برامج التربية الخاصة.
    إن مجال التربية الخاصة يضم أفراداً متنوعين ومن أعراق مختلفة ويعتبر هؤﻻء اﻷفراد أكثر عرضة ليكونوا من ذوي اﻹعاقة نظراً للظروف التي يعيشونها، وبما أن أكثر من هذه اﻷصول إفريقية يتعين على المربين فهم هذه اﻻختلافات الثقافية واللغوية، وﻻ يزال المناهج الدراسية المستخدمة في مجال التعليم الخاص غير مراعية الشمولية الثقافة في التعليم، وعلى الرغم من أن البحوث تظهر أن النمو المعرفي يتم باستخدام اللغة اﻷم للفرد، لذا يجب العمل على تطوير برامح بديلة لذوي الحاجات الخاصة ثنائية اللغة لتعليمهم القراءة والكتابة.
    وكشفت نظرية (كابلان) ان التعليم ثنائي اللغة ﻻ يقتصر على تعليم الكلمات وبناء الجملة ولكنة يضم أيضاً أنماط الكتابة، ويجب على المعلمين فهم هذه المسائل بشكل كامل من أجل توجيه الطلبة في النمو المعرفي، كما يجب عليهم اﻻستفادة من اﻷدب متعدد الثقافات الذي قد يساعدهم في تعديل المناهج الدراسية.
  4. اﻻتجاه التربوي الخاص بالمرأة:

    تهدف هذه النظرية إلى دراسة الجانب اﻷنثوي من كل فرد، وترى أن الجانب الذكوري لدينا يمثلنا في الحياة العامة، بينما الجانب اﻷنثوي يمثلنا في حياتنا الخاصة، وترى (كارول جيليجان) أن هناك اثنين على اﻷقل من أصوت المنطق اﻷخلاقي (العدالة والرعاية) وأن النساء يستخدمن صوت الرعاية في كثير من اﻷحيان أكثر من الرجال.
    ويتم تسليط الضوء على الحدس والرعاية في التعليم وتخلي المعلمين عن سلطتهم والتركيز على العلاقات اﻹنسانية ومعرفة الطالب وبالعكس، والبحث عن المواضيع في المنهاج التي تثير اهتمام الطالب عاطفياً والتركيز عليها، وذلك ﻷن التعليم يجب أن يشمل العاطفة والصرامة كما تشجيع هذه النظرية على مشاركة أكبر عدد مقدمي الرعاية وﻵباء والمجتمع من أجل الحفاظ على العلاقات مع الطلبة.
    وأخيراً فإن هذه النظريات التربوية البديلة في التربية الخاصة اﻷربعة تحاول اﻻلتفاف على النموذج اﻻختزالي، فالنظرية اﻻستدﻻلية معنية في المقام اﻷول باﻹدراك وتنمية مهارات التفكير الناقد، والنظرية النقدية تعنى بالتنمية اﻻجتماعية والسياسية، ونظرية التنوع الثقافي تعنى بتوسيع المنظورات اﻻجتماعية والثقافية وتتحدى العنصرية الصريحة والضمنية، ونظرية مناصرة المرأة تعنى بالعلاقات والرغبة في التعليم، ولم توضع أي من هذه النظريات القضايا المهمة في مجال التريية الخاصة التي تتناول المعلم والمتعلم.
    فقد عملت على تشجيعنا إلى النظر خارج حدود التشخيص المتعلق بالمهام المدرسية فقط، واستخدام اﻻستراتيجيات التي تساعد الطلبة على القيام بدور نشط في العملية التعليمية الخاص بهم، كما تشجعنا أيضاً على إعادة النظر في مناهجنا الدراسية والسعي إلى توفير فرص أكثر وأفضل للطلبة ذوي اﻹعاقة لتلقي التعليم المناسب، واتخاذ القرارات على أساس ما هو أفضل لكل طفل، حيث إن التشخيص والتصنيف يتعتمد على درجات اﻻختبار واﻷيديولوجيات أكثر من احتياجات ورغبات اﻷطفال وأولياء أمورهم أو احتياجات المعلمين.

شارك المقالة: