تحليل السلوك وبيئته في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تحليل السلوك وبيئته في التربية الخاصة:

في حين يواجه المعلمون مشكلات في الغرفة الصفية عليهم أن يكونوا يقظين المشكلة التي أمامهم، وعليهم استخدام طرائق التقييم الرسمية وغير الرسمية، وتشمل هذه الطرائق تحليل السجلات الأرشيفية والقيام والمقابلات وتقييم النتاجات الدائمة ومراقبة السلوك مباشرة، وإن عملية إكمال تحليل الوضع بشكل دقيق وذلك عند بداية ظهور المشكلة سيساعد التربويين في تحديد الهدف النهائي للتدخل، وأن اختيار المعيار المناسب للأداء المقبول مما يجعل منفذ التدخل قابلاً للمساءلة كما أن ذلك يوفر ويقدم فهماً أوضح للعوامل التي يمكن أن تسهم في ظهور المشكلة.
إن تقييم ملف الطالب التراكمي من شأنه أن يساعد على تحليل السجلات المكتوبة واستعراض المعلومات المرتبطة بحاجات الطالب الصحية والبدنية والتعليمية، وقد تشمل عملية المقابلة الأحدث مع معلمي الطالب أو الكادر المتخص مثل المرشد النفسي في المدرسة والاختصاص اللغوي أو مقابلة والدي الطالب أو مقابلة الطالب نفسه إذ لزم الأمر، وتعتبرعملية إدارة التقييمات السلوكية مثل نظام المراقبة العاطفية والسلوكية ومقاييس التقييم المختلفة طريقة لجميع المزيد من المعلومات المتعلقة بحاجات الطالب الاجتماعية والعاطفية، ويمكن تسجيل الملاحظات المباشرة التفاعلات الطالب مع غيره من الطلبة والبيئة المحيطة من خلال ملاحظات سردية ومن خلال تحليل السوابق والسلوك والنتائج، وتعتبر هذه المعلومات مهمة جداً في تحديد التفاعل بين الطالب والبيئة المحيطة والغاية من ذلك الوصول إلى فهم واضح للتفاعل ما بين العوامل السياقية وسلوك الطالب.
يجب الاهتمام أيضاً لمستوى مهارة التعليم الفردي لدى الطالب وخصائصه عند تصميم التدخل الأكاديمي والسلوكي، فعلى سبيل المثال الأطفال ذوي صعوبات التعلم يشعرون بالإحباط عندما يطلب منهم إكمال الواجب المحتوى على القراءة والكتابة ففترة انتباه قليلة ومستوى عال من التشتت يمكن أن يسبب تحدياً إضافياً للأطفال من ذوي صعوبات التعلم وخصوصاً في البيئة الأكاديمية التي يكون فيها التواصل مع المعلم غير منتظم ومستويات إشراف البالغين محدودة.
وهذا الأمر يحدث مع الأطفال الذي تم تشخيصهم بأنهم يعانون صعوبات تعلم في سن الثامنة من العمر وقد أشارت السجلات الأرشيفية والتقييم السلوكي بالإضافة إلى الملاحظات والمتابعة وأيضاً لا يقوم الأطفال بالواجبات إذ طلب منهم ذلك، وإن تقييم النتائج التي تسبق وتلي المشكلة السلوكية يمكن أن تساعد التربويين في تعريف العوامل السياقية اللازمة للتغيير وتحديد الوظيفة السلوكية التي تشكل إشكالاً.

تحديد الوظيفة السلوكية في التربية الخاصة:

عند جمع البيانات تكون الخطوة الآتية تقييم البيانات وتحديث الآثار التي تسبق وتلي الأحداث الخاصة بالسلوك المستهدف، وبعد هذا التحليل يمكن تحديد وظيفة السلوك وفي حين يقوم المعلمون بتحليل البيانات فإنهم يبحثون عن توجيهات في المجال والوقت والناس وخصوصاً التركيز على السوابق التي تسبق السلوك المستهدف، والنتائج التي تلي تحافظ على السلوك، ويكون الناتج النهائي لهذا الجهد هو إيجاد تأكيد يربط وظيفة السلوك الإشكالي.

كيفية القيام بعملية التنفيذ في التربية الخاصة:

إن عملية استعراض مصادر بيانات متعددة أمر ضروري لتحديد وظيفة سلوك الطالب، إذ تعطي السجلات الأرشيفية تفاصيل عن حضور الطالب ومعلومات تعليمية والعوامل الطبية والصحية وكل ما يتعلق بالسلوكات، ويسمح استعراض هذه البيانات للمعلمين باستكشاف أنماط السلوك والأداء عبر الوقت، فالمعلومات التي يتم جمعها يمكن أن تشمل المواد المختلفة ومستوى العلاقات والأشخاص المشاركين في ذلك مثل المعلمين وكادر الخدمات المعني والمديرين والآباء ومقدمي الرعاية الصحية.
فبيانات السجلات الأرشيفية يمكن أن تدعم أو تلغي بناء على مقابلة الأشخاص وسؤالهم عن أداء الطالب فالذي يقوم بعملية المقابلة يمكن أن يطرح أسئلة مثل ما الذي يحدث قبل أداء الطالب؟ فالذي يقوم بعملية المقابلة يمكن أن يطرح أسئلة ما الذي يحدث قبل السلوك المشكل؟ وأين يحدث السلوك متى يحدث السلوك؟ وتقدم الملاحظات مدخلات مهمة لتطوير الفرضية المتعلقة بوظيف السلوك.
ففي حين يقوم المعلم بملاحظة الطالب ومراقبته ومراقبة سلوكه فإنه يسجل بشكل خاص ما يحدث قبل السلوك وماهية السلوك، وكيف يبدو خلال فترة زمنية معينة، وما الذي يحدث بعد السلوك وبإمكان المعلم من خلال الحصول على البيانات من جميع المصادر أن يحلل البيانات ليحدد المتغير التي يمكن أن تثير السلوك أو أن تحافظ عليه.
حالما يتم تحليل البيانات ويتم تحديد وظيفة السلوك يختار المعلم سلوكياً بديلاً مناسباً، ويجب أن يقدم السلوك البديل نفس الوظيفة الخاصة بالسلوك الإشكالية، وأن يتم تحديده بشكل جيد ولكي يتم فهمه بشكل أفضل يجب أن يشكل التعريف والتحديد السلوكي وصفياً واضحاً يسمح لجميع الأطراف المشاركة من المناقشة والملاحظة والتعليم والدعم الفعال للسلوك المستهدف.


شارك المقالة: