تقدير الذات لدى النساء ذوات الإعاقة

اقرأ في هذا المقال


تقدير الذات لدى النساء ذوات الإعاقة:

تم الربط بين تقدير الذات لدى النساء والوضع الوظيفي ويرتبط الوضع الوظيفي بدوره عادة مع الموارد الاقتصادية للبيئة ويترتب على ذلك منطقياً أن النساء ذوات الإعاقة قد يواجهن مشكلات في تقدير الذات، ومع فقدان الموارد الاقتصادية ولا سيما النساء المتضررات؛ بسبب عدم وجود فرص أخرى وقد تمت تسمية النساء ذوات الإعاقة بأفقر الفقراء، ويوجد في سياق الإعاقة تفاوت شديد بين الجنسين في مستوى الفرص إذ إن واحدة من كل ثلاث نساء من ذوات إعاقة العمل تعيش في الفقر مقارنة مع واحد من أربعة رجال من ذوي إعاقة العمل.
إحدى النتائج الأكثر خطورة بين النساء ذوات الإعاقة الجسدية هي الوضع الاقتصادي المتدني الذي يرتبط مع عدم وجود تأمين طبي ومن ثم فقدان فرص الحصول على الرعاية الطبية والخدمات الصحية، فتصبح صحة المرأة ذات الإعاقة في خطر لا داعي له بسبب نقص فرص الحصول على الخدمات وصعوبة الوصول إلى الأدوات الطبية وعدم مناسبة وسائل النقل العام وعدم وجود تدريب للإعاقة فيما يتعلق بالرعاية الصحية.
وأيضاً النساء ذوات الإعاقة يتأثرن بالمشكلات ذات الصلة بالحالة الاقتصادية بما في ذلك انخفاض الأجور، وإنهاء الخدمة كما أنها قد تواجه أيضاً قيوداً على فرص العمل المرتبطة بطبيعة الإعاقة والجنس بالإضافة إلى التنشئة الاجتماعية وعدم وجود القدرة أو الموجهين، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات بحثت في تقدير الذات بين النساء ذوات الإعاقة المحددة، فلم يوجد سوى بضع دراسات منشورة تناولت تقدير الذات مع ذوات الإعاقة الجسدية، ومن المثير للاهتمام أن التحقيقات التي تقيم تقدير الذات في سياق الإعاقة تشير إلى أنه ليست الإعاقة في حد ذاتها ولكن الأبعاد السياقية والمادية والاجتماعية والعاطفية للإعاقة هي التي تؤثر على الشعور بالذات.
ويبدو أن تقدير الذات والبنى المرتبطة به يلعب دوراً محورياً في الحالة النفسية للأشخاص المصابين بقصور وظيفي بما في ذلك النساء ذوات الإعاقة الجسدية، ويمكن لهذا المورد النفسي أن يكون مهدداً في بعض الأحيان عند تدهور الحالة الصحية وزيادة الحد الوظيفي المرتبط بتطور أعراض صحية ثانوية مثل الألم والوهن وغيرها من الأعراض الجديدة، وفي سياق الإعاقة قد يتعرض تقدير الذات للخطر من خلال استيعاب تخفيض القيمة الذي يميل المجتمع إلى ربط بالإعاقة الجسدية.
والإعاقة هي ظاهرة وصم وعندما تقترن مع تخفيض القيمة الاجتماعية للمرأة، فيمكن لآثارها على الشعور بالذات أن تكون عميقة ومع ذلك تشير التجارب السريرية أن العديد من النساء اللواتي تكون إعاقتهن عند الولادة أو في وقت لاحق يطورن ويحافظن على تقدير إيجابي للذات، ولقد فشل الأدب الذي درس تقدير الذات في سياق الإعاقة في شرح هذه الاختلافات والاتصالات بين الثقة بالتنفس والنتائج الصحية خاصة فيما يتعلق منها بالرجال ذوي الإعاقة والنساء بشكل عام.
أجريت دراسة في (1997) على (946) امرأه نصفهن أصبن بإعاقات بدنية وكشفت أن غالبية النساء ذوات الإعاقة كان لديهن تقدير عالٍ للذات أو معتدل، ومع ذلك سجلن بالمعدل المتوسط مستويات متدنية من تقدير الذات ومستويات أعلى من المشكلات المرتبطة بتدني تقدير الذات، بما في ذلك الاكتئاب والبطالة والعزلة الاجتماعية وضآلة الفرص لإقامة علاقات مرضية والاعتداء العاطفي والجسدي والجنسي أكثر مما سجلت النساء اللواتي ليس لديهم إعاقة وتتشكل هويات الأشخاص وتتغير تبعاً لتصوراتهم عن كيفية تقييم الآخرين لهم هذا الفهم المشترك مشابه لظاهرة أسماها كولي (1902) مرآة النفس بعبارة أخرى نحن ننظر في عيون الآخر لتقييم قيمتها الذاتية وقد تم ربط هذه الدينامية الذاتية بتقدير الذات.
اقترحت الدراسات النوعية التي أجريت على النساء ذوات الإعاقة الجسدية أن الرسائل السلبية مثل أن تكون عبئاً على الأسرة والتوقعات الإيجابية بشأن إمكانيات المرأة تؤثران بشكل عميق على تقدير المرأة لذاتها، وغالباً ما تضطر النساء ذوات الإعاقة إلى مواجهة الاعتداءات على تقديرهن لذاتهن والتي تولدها المواقف السلبية أنهن مرضى أو جهلة أو دون مشاعر أو يرثى لهن أو لا نفع لهن، وأشارت الدراسات أن النساء ذوات الإعاقة لديهن إدراك ذاتي وتقدير ذاتي أدنى وزيادة في العزلة الاجتماعية من النساء غير ذوات الإعاقة كما كان التعليم لديهن أقل بكثير، وكان هناك المزيد من الحماية المفرط خلال مرحلة الطفولة وجودة أدنى في العلاقات الحميمة وانخفاض في معدلات التوظيف المجزية.

الترابط الاجتماعي للنساء ذوات الإعاقة:

إن العلاقات الحميمة وغيرها من مصادر الترابط والدعم قد تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة فاعلية مهمة لقيمة الذات ومن ناحية أخرى فقد تم ربط العزلة الاجتماعية بقوة مع مشكلات الصحية والوفيات واعتبر بعضهم العزلة الاجتماعية حالة ثانوية مرتبطة بأي عجز أساسي، وقد تقوم القيود المادية مثل القيود المادية مثل القيود المفروضة على الحركة والألم بتثبيط الناس عن القيام بالتواصل مع الآخرين، وتشير المعرفة المشتركة والتجارب السريرية إلى أن الجمع بين القيود البيئية المتعددة والرسائل المجتمعة السلبية وتقلص الفرص الاجتماعية، قد تدفع النساء ذوات الإعاقة ليصبحن منفصلات ومعزولات عن مصادر الدعم والحميمية وفرص العمل وتعزيز فرص الصحة كما تم ربط العزلة الاجتماعية بالاكتئاب.
وتفرض النظرية النسوية (1991) أن المجموعات النسائية قد تقلل من العزلة الاجتماعية من خلال تقديم فرص للمشاركين لتبادل خبرات لحياة المشتركة من أجل التواصل مع بعضهم بعضاً وارتبط في سياق الإعاقة،
والقدر الأكبر من تقدير الذات مع التكامل الأفضل في الشبكات الاجتماعية ويبدو أن النساء ذوات الإعاقة الجسدية يستفدن من وجود علاقات متآزرة مع بعضهن بعضاً.

تأثيرات إساءة المعاملة والعنف على النساء ذوات الإعاقة:

كثير ما تقع النساء ضحايا العنف المنزلي والاعتداء والعنف وتتعرض النساء ذوات الإعاقة لنفس مخاطر الإساءة التي تتعرض لها النساء الأخريات، بالإضافة إلى ما يعانينه من سوء المعاملة المتعلق بالإعاقة التي تجعلهن يعتمدن على الآخرين للحصول على المعينات والدواء والمساعدة بالاحتياجات الشخصية الأساسية مثل استخدام المرحاض وارتداء الملابس.
بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة يشكل العنف حاجزاً بارزاً أمام المشاركة الكاملة في المجتمع وترتبط تجارب العنف مع العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية الأخرى، والتي سبق تحديدها ولتوضيح ذلك وجد أن تجارب الإساءة القائمة كانت مرتبطة مع زيادة العزلة الاجتماعية والدعم الاجتماعي الأقل ومستويات أعلى من كل من التوتر والاكتئاب، وقد تكون النساء ذوات الإعاقة عرضة لسوء المعاملة بسبب وضع الأقلية المزدوج كنساء ذوات إعاقة وعلى عكس ما يعتقده بعض اختصاصيي إعادة التأهيل فالإعاقة لا تستخدم كعامل وقائي ضد الإساءة للنساء ذوات الإعاقة.


شارك المقالة: