المصافحة الدفاعية في لغة الجسد
لقد أصبحت المصافحة منهجاً لا يمكن لنا التخلص منه أو تفاديه وخصوصاً في ظلّ تواجدنا في بيئة العمل أو البيئة الاجتماعية الخاصة في عصرنا الحالي.
لقد أصبحت المصافحة منهجاً لا يمكن لنا التخلص منه أو تفاديه وخصوصاً في ظلّ تواجدنا في بيئة العمل أو البيئة الاجتماعية الخاصة في عصرنا الحالي.
لم تعد المصافحة لغة جسد تشير إلى المحبة والثقة المتبادلة وإلقاء التحيّة فحسب.
إنّ الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين من خلال لغة الجسد ليست واحدة، فهي متغيّرة تتغيّر مع اختلاف طبيعة الأشخاص الذين نتعامل معهم.
في حياتنا التي نعيشها تعتبر المشاعر هي المحرّك الرئيسي لعلاقاتنا مع الآخرين، ولعلّ لغة الجسد هي الطريقة الأكثر وضوحاً للتعبير عن هذه المشاعر أكثر من الكلمات اللفظية المنطوقة.
في كثير من الأحيان نعيب على الآخرين قيامهم بتصرّف ما أو صدور إيماءة أو لغة جسد لا تتناسب مع فكرنا.
لعلّنا جميعاً نبحث عن الشغف في حياتنا الشخصية والعملية، ولن نستطيع أن نحصل على هذا الشعور ما لم نفهم أبرز ما يميّز صاحب هذه الشخصية.
ربّما نخطئ عندما نعتقد أنّ الأم وحدها هي الشخصية التي تستطيع أن تعطينا الحنان بكلّ ما يحتويه من لفظ ومعنى ولغة جسد.
جميعنا يحاول أن يتقمّص شخصية مشهورة أو أنموذج يتوافق مع طريقة فكره أو شخصية يرغب في أن يصبح مثلها، ولعلّ الشخصية الجذّابة هي الشخصية الأكثر طلباً في مجتمعاتنا ولكن من يتّصف بها بشكل حقيقي هم قلائل.
مهما كانت الكلمات التي يتفوّه بها الآخرون أمامنا إيجابية ومفعمة بالحبّ والعطف فلن تكون حقيقية بقدر ابتسامة صادقة حقيقية.
الابتسام أو الضحك لغة جسد واضحة تشير إلى السعادة أو الرضا بالموقف أو النمط السلوكي الذي يحصل.
تعتبر المصافحة من الأساليب الهامة في لغة الجسد التي يتمّ من خلالها قراءة شخصية الأشخاص الذين يتمّ التعامل معهم.
قد لا نتفق في جميع حركات وإيماءات لغة الجسد على شكل معاني ودلالات ثابتة، إلّا أنّ هناك العديد من القواعد والأسس التي تشير إلى قواعد أساسية مشتركة بيننا في جميع دول العالم.
لغة الجسد موجودة منذ نشأة البشرية، ولكن لم يكن يدرك الناس في العصور القديمة أهميتها الكبيرة.
لماذا العرّافون ينجحون دائماً في أعمالهم وينالون شهرة كبيرة على الرغم من أنّ أعمالهم ملتصقة بالخداع؟
عندما نتحدّث مع أناس لأول مرة، نقوم على إصدار أحكاماً بشكل سريع عن كونهم جيدين أو سيئين أو غير ذلك من التصنيفات بناء على قراءة لغة أجسادهم.
قد نشعر بالغضب نتيجة تعرّضنا لموقف يثير مشاعر الغضب لدينا، وتختلف هذه المشاعر وطريقة التعبير عنها من شخص لآخر.
عبر التاريخ انشغل الإنسان واهتمّ بالعين وتأثيرها على السلوك البشري على نطاق واسع، فالاتصال البصري لغة جسد تقوم على تنظيم الحوار مع الآخرين.
لم تنشئ لغة الجسد بشكل عشوائي أو في ظروف غامضة أو على أنقاض لغة أخرى، بل أنّ لغة الجسد علم اكتسب عالميته والمكانة المرموقة التي وصل إليها متجاوزاً الكلام المنطوق.
في عصرنا الحالي أصبحت لغة الجسد من نقاط القوّة التي يحصل عليها الشخص الذي يبحث عن النجاح.
يعتقد البعض أنّ لغة الجسد تحتاج إلى شخص فائق الذكاء أو شخصاً يملك قدرات خارقة ليكون قادراً على قراءة لغة جسد الآخرين.
يطول الحديث عن تفاصيل الوجه التي تعدّ أبرز الأسلحة المستخدمة من قبل لغة الجسد، فما نراه عادياً أو ثانوياً يعتبره علماء النفس ومراقبي السلوك ذو أهمية كبيرة.
ترتبط لغة الجسد بشكل رئيسي بحركة أعضاء الجسم وهيئتها والشكل الذي تتغيّر من خلاله بناء على المواقف التي تكون فيها.
لغة الجسد تتناسب وتتكيّف مع الفئات العمرية التي تكون فيها، فلغة الجسد الخاصة بالأطفال الرضّع تختلف عنها لدى الأطفال البالغين.
لا تزال لغة الجسد ترفد معجمنا اللغوي بالعديد من المعاني والمفردات، التي من شأنها تسهيل فهم مشاعر وأحاسيس الآخرين ومعرفة طريقة تفكيرهم.
لا يوجد في وقتنا الحالي من ينكر أهمية لغة الجسد، ولا يوجد من يعتبر لغة الجسد لغة ثانوية ذات مدلولات غير مهمة.
كلّ حركة أو إيماءة يقوم بها كلّ عضو من أعضاء الجسم ذات أهمية قصوى، ولكن تعدّ تعابير الوجه من أبرز الإيماءات التي يتمّ الاعتماد عليها بصورة كبيرة في نطاق فهم لغة الجسد.
علماء النفس ومراقبي السلوك المختصين في قراءة كافة التفاصيل الخاصة بعلم لغة الجسد يهتمون بكافة الجزئيات وأنماط السلوك.
في حياتنا اليومية العديد من الحركات التي لا نأخذ لها اعتباراً لها علاقة كبيرة بلغة الجسد، وهذه الحركات تحدّد إلى حدّ ما الحالة النفسية التي يمرّ بها الشخص.
لعلّنا قمنا في لحظة ما بمراقبة لغة جسد شخص ما لمحاولة فهم الغموض الذي يكتنفه، أو لمحاولة تفسير حركة أو إيماءة ما يقوم بها، حيث سنتفاجئ من حجم الحركات والإيماءات التي سنقوم برصدها.
كلّما تحدثنا عن لغة الجسد وجدنا أنفسنا أمام لغة العيون، وأيقنا أنّ العيون لا تملك لغة منفردة وحسب،.