مصطلح الرياضة للجميع في علم الاجتماع الرياضي:
الرياضة للجميع: يقصد بها أن الرياضة عبارة عن لعبة، سواء كانت لعبة جماعية مثل (كرة القدم أو كرة السلة أو كرة الطائرة أو كرة اليد)، أو لعبة فردية مثل (التنس أو السكواش أو المصارعة)، يمارسها مجموعة من اللاعبين سواء كانوا ذكور أو إناث، ومهما كانت حالتهم المادية في مختلف وجميع الأوقات؛ بهدف التسلية والقضاء على وقت الفراغ بشيء مفيد وصحي، ولنشر أجواء السعادة والفرح والمرح بين أفراد المجتمع الرياضي.
وللإشارة إلى قيمة هذا النوع من الرياضة في الكثير من المجتمعات نجد أنه يتناسب مع عدد كبير من الأفراد الرياضيين، إضافةً إلى أنه يستجيب إلى ميول ورغبات مشتركة لدى جميع المجتمعات التي وصلت إلى مستوى معيشي ملائم؛ فهو لا يمكن أن يتطور وينمو بسرعة هائلة إلا في ضوء التقدم في المجال الثقافة الرياضية والمجال الاجتماعي والمجال الاقتصادي.
كما يوجد الكثير من الأفراد الرياضيين في مجتمعات مختلفة من كل الأعمار يمارسون هذا النوع من الرياضة في العالم أجمع وبصفة مستمرة دائمة ومنتظمة، حيث تتخطى الإطار التقليدي للمنافسات التي تقوم بالإشراف عليها المنظمات والاتحادات الرياضية المختصة بكل لعبة؛ حيث أن ذلك من أجل اكتساب الصحة العامة وسلامة البدن والتسلية والمتعة والفرح فقط.
حيث تُعدّ ممارسة الأنشطة الرياضية بصورة عامة تأخذ أشكالاً عديدة، حيث يوجد أنواع من الأنشطة الرياضية يتم ممارستها في الخلاء والهواء الطلق، فعلى سبيل المثال (تسلق الجبال، التزحلق على الجليد، ركوب المراكب الشرعية، سياحة الدرجات، رمي الرمح)، حيث تنتشر هذه الأنواع من الرياضة في جميع بلدان العالم المتقدم، أما بالنسبة إلى رياضة الجمباز بأنواعه المختلفة، حيث نجدها تمارس بشكل مألوف في بلدان السويد وفنلندا وفرنسا وبلجيكا.
أما بالنسبة إلى ألعاب السقوط من الهواء نجدها تمارس في بلدان النرويج والدنمارك والمانيا وإنجلترا وهولندا واليابان والبرازيل والمكسيك، أما بالنسبة إلى رياضة الجري الخفيف؛ فهي تمارس بكثرة وبشكل حضاري في بلدان كندا وأمريكا وأستراليا، كما أنها تمارس معظم هذه الرياضات بحرية مطلقة خارج الملاعب المغلقة، وبعيداً عن جمهور المشاهدين، كما أنه غالباً ما نجد الشباب والرجال والشيوخ والنساء الأقوياء والضعفاء مشتركين في نوادي هذه الرياضات نفسها.
كما نجد ظاهرة التعاون متوفرة بشكل كبير في ممارسي هذه الرياضات، بالإضافة إلى الرغبة في مساعدة الأضعف، حيث يوضّح ذلك عنصري التعاون والرغبة يتغلبان دائماً على نزعة المعارضة والفوز والانتصار بكل الوسائل والطرق، حيث أن كل ممارسي هذا النوع من الرياضة للجميع يستطيع أن يؤدي حسب قدرته على الأداء والممارسة، دون أن يشعر أنه محل للسخرية أو استهزاء أو أنه يضايق غيره من الأفراد.
حيث أن كل الناس يمارسون ويتحركون كثيراً، فيستفيدون من التأثيرات الفسيولوجية والبدنية والنفسية الناجمة عن ممارسة هذه الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها، سواء كانت أنشطة فردية مثل (ركوب الخيل، التنس، السكواش)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة قدم، كرة سلة، كرة طائرة، كرة يد)، ومن ثم فإن تلك الأنشطة التربوية والقيم الخلقية المبدعة التي تتضمنها الرياضة للجميع وهي بصدد تعديل العقليات، وهو لا شك أنها من أهم المكاسب التي تسجل لهذا النوع من الرياضة.
أما تحقيق الفوز بكل الوسائل الممكنة وتحطيم الأرقام القياسية والبيع في مزاد الاحتراف، فيأتي في المرتبة الثانية، كما أن الأهواء الرياضية وتدليل الأبطال تبقى رهينة العقل والحكمة، حيث أصبحت الرياضة للجميع هامة جداً للكثير من بلدان العالم، وأصبحت واقع حي وفعلي في كل من السويد والمانيا وأمريكا، حيث أخذت هذه الرياضة منعطفاً جيداً حتى أن الحرص على الفوز بميدالة في دورة أولمبية أو الفخر بامتلاك أبطال يصبح بالنسبة إلى عدد من الأفراد الرياضيين ثانوياً غير مهماً، مع الرغبة في ممارسة الرياضة والشعور بالارتياح والمتعة بعد ممارستها.
حيث يمكن القول أن الرياضة للجميع تستطيع أن تُعدّل وتغير في مفاهيم العقول والسلوك الاجتماعي الرياضي، وتثري تبادل الأفكار المختلفة التي تدعم الفعل والتصرف بسلوك حميد في المجتمع الرياضي إلى أن تصبح الرياضة للجميع أفضل رياضة، فعندئذ ستساعد تلك الرياضة بمختلف أنشطتها على انتشال رياضة المنافسة من صنف الهواة، كذلك انتشال تعبيرها الأسمى المتجسم في الألعاب الأومبية.
كما أن اللعب والرياضة للجميع لهما نفس الترتيب من المنظور الثقافي، فكلاهما نظام فرعي مهم من المجتمع الكبير، حيث أن كلاهما له علامات وكلاهما متخفي بمهارة، وكلاهما يُبيّن ازدواجية كامنة، وكلاهما يحتوي على العديد من الانقلابات الرياضية داخل المجتمع الرياضي.
