التكيف مع الإعاقة في التربية الخاصة:
يعرف التكيف مع الإعاقة بأنه استجابة الفرد الشخصية والفردية للإعاقة أو للاضطرابات المتعلقة بالمرض عبر مجموعة واسعة من مجالات الحياة، وقد تم اختيار هذه الاضطرابات على سبيل المثال في العلاقات بين الأشخاص في التفاعل مع البيئة المحيطة وحدوث تغيرات في الصحة النفسية أو العاطفية.
ولأن التكيف يعتبر متعدد الأبعاد وذاتياً تم اقتراح التدابير المناسبة للتكيف مع الإعاقة والتي يجب أن تكون واسعة بما فيه الكفاية لتقييم التغير في مجموعة من مجالات الحياة، وقادرة على تصوير تجربة الفرد الشخصية للتغيرات في تلك المجالات، وفي هذه الدراسة تم اقتراح نوعية الحياة والتي تم تعريفها بشكل مناسب لتمثل هذا الإجراء.
تعريف نوعية الحياة في التربية الخاصة:
لقد تم تعريف نوعية الحياة بطرائق عديدة وتطبيقها في مجموعة متنوعة من السياقات ويتعين على الباحثين اعتماد تعريف محدد لهذا الغرض وقد تم تعريف نوعية الحياة من حيث المؤشرات الذاتية والموضوعية وتقليدياً، وركز الباحثون على المؤشرات الموضوعية وتشمل مؤشرات واضحة خارجياً وقابلة للقياس منها الحالة الوظيفية والدخل والوضع الاجتماعي والاقتصادي وحجم شبكة الدعم.
ومع ذلك مع التركيز فقط على المؤشرات الموضوعية تم العثورعلى حساب الكمية صغيرة فقط من التباين في تصنيف نوعية الحياة، ويبدو أن هناك ارتباطاً كبيراً بين المؤشرات الموضوعية والتدابير الشخصية للرفاعية العامة نوعية الحياة الرضا عن الحياة أو السعادة الشخصية.
وقد تؤدي هذه النتائج إلى القول بأن نوعية الحياة عموماً تنظم إلى حد كبير عن طريق آلية داخلية والباحثون يركزون بشكل متزايد على مكونات أكثر ذاتية من نوعية الحياة، بما في ذلك على سبيل المثال المواقف المبلغ عنها ذاتياً التصورات وهذا التركيز هو السائد على نحو متزايد في أدبيات إرشاد التأهيل.
وبناء على توافق الآراء المشار إليها أعلاه بأن التكيف مع الإعاقة يمثل عملية ذاتية ومتعددة الأبعاد تم تعريف نوعية الحياة بغرض الدراسة الحالي بناء على نفس الخصائص، وعلى وجه التحديات نوعية الحياة بأنها تقييم شخصي ومستمدة ذاتياً من الرفاه العام الذي ينتج عن تقييم الرضا عبر مجموعة من المجالات المهمة شخصياً أو سريرياً.
وبالتمعن في هذا التعريف الذي يفترض أن نوعية الحياة عموماً مرتبطة مع الارتياح في عدد محدد من نواحي أو مجالات الحياة والبحوث حول نوعية الحياة باتت تدعم هذا الافتراض على نحو متزايد، وعلى مدى العقدين الماضيين والباحثين في مختلف مجالات دراسة الإنسان واستخدام أساليب منهجية مختلفة حددوا مجموعة متسقة إلى حد ما من المجالات الأساسية المهمة لنوعية الحياة.
وعلى الرغم من أن عدداً من المجالات يختلف إلى حد ما فالذي تم تحديدها يشمل ما تأتي الرفاهية النفسية والتي تعرف بمصطلحات أخرى، مثل الرضا عن الحياة والتحرر من الاكتئاب أو القلق والرفاهية الجسدية والرفاهية الاجتماعية والشخصية والرفاهية المالية والمادية والعمل والإنتاجية والقدرة الوظيفية.
من الواضح أن في حين أنهما ليسا مترادفين نوعية الحياة الذاتية التكيف النفسي والاجتماعي تشتركان في عدد من أوجه التشابه المفاهيمي، وبما في ذلك طابعها متعدد الأبعاد والذاتي وبناء على اقتراح الرابط بين هذه البنى المتشابهة وإدراج مفاهيم إضافة مستمدة من أدبيات نوعية الحياة.
وأدناه سيتم توضيح المبادئ المفاهيمية الأساسية للنموذج ويعقب ذلك مناقشة منطقية وجيزة لكل مبدأ ولأن النموذج المقترح يمثل إلى حد كبير دمج النظريات القائمة، فقد تم اقتراح نموذج مركزية العجز لقياس وفهم تأثير الأمراض المزمن والعجز المكتسب:
1- أولاً تم اقتراح أن نوعية حياة الفرد عموماً تمثل تقييماً تلخيصياً من الارتياح أو الرفاه في عدد من مجالات الحياة وبخاصة تلك التي تمتلك أهمية شخصية أكبر أو أكثر محورية للفرد.
2- أومن خلال الآليات التي تم تحديدها يبين أن ظهور الإعاقة يؤدي إلى تغيير في نوعية الحياة عموماً على الرغم من أن هذا التأثير، قد يكون نقصاً إلا أنه لا يشمل الحالة والنقص في نوعية الحياة عموماً يحدث إلى حد أن علاجات العجز أو المرض أو ما يرتبط بها يعمل على تخفيض معدل الشراء في مجالات المهمة مركزياً، إما عن طريق الحد من القدرة على المشاركة في الأنشطة الأدوار أو العلاقات أو عن طريق الحد من السيطرة الظاهرة على النتائج.
3- يسعى الأفراد ويعملون بنشاط لتحقيق والحفاظ على مستوى الحد الأقصى من نوعية الحياة عموماً من حيث وجود مجموعة نقاط داخلية مستمدة شخصياً، ويتحقق ذلك من خلال العمل على سد الثغرات المتصورة بين الحاضر والمستوى المطلوب من نوعية الحياة.
4- وكنتيجة لآلية التماثل هذه فإن للخبرات الفردية تأثيراً سلبياً كبيراً عند ظهور مرض مزمن وعجز مكتسب بحيث تؤدي استجابة الفرد إلى التحول في أهمية المجالات وفالمجالات المركزية سابقاً، وتكون أكثر ضرراً لذلك تصبح أقل مركزية والمجالات الجانبية الأقل ضرراً؛ وتسبب الراحة تصبح مركزية مراقية التغير من خلال العمليات التي تزيد السيطرة مثل الإدارة الذاتية العلاج أو الإقامة البيئية ليتم تقليل التأثير السلبي في المجالات المهمة، وتبقى هذه المجالات مركزية أو لا يحدث تغير على الوضع ويستمر الشخص بتجربة انخفاض نوعية الحياة عموماً.