تأثير الأمراض المزمنة على نوعية الحياة للأفراد ذوي الإعاقة

اقرأ في هذا المقال


تأثير الأمراض المزمنة على نوعية الحياة للأفراد ذوي الإعاقة:

من بين النظريات التي وصفت تأثير الأمراض المزمنة والعجز المكتسب من حيث نوعية الحياة نظرية (ديفينز) للمرض المزمن، وقد تكون أفضل نظرية والأكثر شمولاً في أدب التأهيل، وقد افترض (ديفين) أن المرض المزمن يعمل على تعطيل حياة الفرد، وهذا الاضطراب يمكن تفيسيره من حيث تأثيره على الرفاهية أو نوعية الحياة وعلى وجه التحديد فإن اضطرابات نمط الحياة الناجمة عن المرض المزمن تشمل تقديم تنازلات نفسية عن طريق الحد من التعزيز الايجابي لنتائج المشاركة في أنشطة ذات معنى وقيمة ومشاعر السيطرة الشخصية عن طريق الحد من القدرة على الحصول على نتائج إيجابية أو تجنب السلبية منها.
واقترح (ديفين) أيضاً أن هذا التأثير يمكن تقييمة من حيث مجالات نوعية الحياة ولتقييم هذه الدينامية وضع (ديفين) مقياساً لتقييم التدخل بالمرض وهو أداة التقرير الذاتي الذي يصنف درجات المرض أو علاجه المتداخلة مع بعضها ضمن (13) مجال من مجالات الحياة، والتي تم تحديدها بأنها مهمة في نوعية الحياة، وقد أنشىئ (ديفين) وغيره من الباحثين دعماً تجريبياً كبيراً لهذه النظرية على مدى العقدين الماضيين يبدأ النموذج الحالي مع افتراض (ديفين) الأساسي أن مجالات نوعية الحياة تمثل شكلاً مناسباً لتقييم تاثير الأمراض المزمنة والعجز المكتسب.
ومع ذلك استناداً إلى البحوث الحالية في أدبيات نوعية الحياة تمت الإشارة إلى أهمية ترجيح المزيد من المجالات المهمة شخصياً، واقتراح امتداد لنهج (ديفين) وبالإضافة إلى تقييم تأثير الإعاقة في مجالات نوعية الحياة، فمن الأهمية أيضاً أن نفهم الأهمية النسبية لكل مجال خاص بالفرد ولأن الأفراد يختلفون في تقيمهم في مختلف مجالات حياتهم.
فإن تقييم مدى إصابتهم بالإعاقة عجز عبر مجموعة من المجالات أن يأخذ بعين الاعتبار أهمية تفاضل المجالات ومن ثم يوفر صورة غير كاملة عن تجربة الفرد بدلاً من ذلك من أجل مساعدة الفرد على التكيف على نحو فعال، ومع هذه التغيرات من المهم أن نفهم مدى تأثر مركزية بعض المجالات بمقابل المجالات من نوعية الحياة وهوية الشخص وإلى حد كبير، فإن مفهوم أهمية المجال والمركزية يوضح لماذا تشابه موضوعية شخصين يمكن أن يعبر عن استجابات مختلفة جداً.
اقترح (ديفين) أن تأثير الأمراض المزمنة والعجز المكتسب على نوعية الحياة يحدث من خلال آليتين عن طريق الحد من الارتياح وعن طريق الحد من السيطرة، وبناء على هذه الآلية الأخيرة اقترح (ديفين) أيضاً أن التدخلات التي تزيد من سيطرة الفرد على الإعاقة أو معاملتها سوف تعمل على تحسين هذا الأثر ولدى هذه القيمة، والثانية أيضاً آثار مهمة للتدخل السريري وظهور الإعاقة والعلاجات المرتبطة به يمكن أن يؤثر على السيطرة الشخصية بطرائق لا تعد ولا تحصى جداول العلاج والقيود الوظيفية والتغيرات في الوظائف الإدراكية والمزاج وغيرها.
ومن الأمراض المزمنة والعجز المكتسب الذي يتضمن تغيرات يمكن أن تؤدي إلى الحدود والقيود التي تحد من الفرص للمشاركة في الأنشطة المساهمة في تحقيق النتائج المرجوة، وعلى العكس من ذلك فإن البحث بين الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن يشير إلى أن التدخلات التي تزيد من السيطرة ترتبط بزيادة الرفاهية النفسية والسلوكية، وفيما يتعلق بمثل هذه التدخلات تم اقتراح التمييز المفيد سريرياً بين السيطرة الأولية والثانوية وتشير السيطرة الأولية إلى السلوكيات أو الإدراك الهادف إلى تغيير البيئة الخارجية والجهود المبذولة لتغيير البيئة لتلبية احتياجات المتغيرة للفرد.
وتشير السيطرة الثانوية للتغيرات إلى العمليات المعرفية أو النفسية الداخلية وهذه التغيرات تعمل للحد من تأثير الواقع الذي لا يمكن السيطرة عليه من خلال آليات مثل تغيير التوقعات فك الارتباط من أو تغيير الأهداف القابلة للتحقيق أو صياغة تجربة سلبية بطريقة إيجابية، ويمكن توجيه تدخلات التأهيل إلى مساعدة المسترشد لزيادة السيطرة على كل من البيئة الخارجية من خلال تعديل أماكن الإقامة والبيئة الداخلية ومن خلال تقنيات الإرشاد المعرفية التي تعزز شعور الفرد عن نطاق السيطرة.

تكيف نوعية الحياة مع الإعاقة:

وعلى الرغم من أن هناك توافقاً متزايداً في الآراء بأن الأفراد يوازنون نوعية الحياة مع الارتياح ضمن مجموعة محددة من مجالات الحياة، فمن البديهي أن الأفراد سوف يختلفون فيما يتعلق بأي المجالات ذات معنى أو أهمية أكثر لهم، فقد يحقق الفرد مستوى مرتفعاً من الرضا عن الحياة على الرغم من عدم رضاه عن بعض النواحي لهذا؛ السبب اقتراح العديد من الباحثون أن التصنيف الواحد حول نوعية الحياة محددة الفائدة العملية والسريرية.
وبدلاً من ذلك اقترح الباحثون في نوعية الحياة أن الرضا في المجالات الأكبر فيمة في الحياة سوف يكون له تأثير أكبر على التقييمات العامة نوعية الحياة من المجالات المسأوية بالرضا ولكن أقل أهمية، وهناك افتراض حاسم يكمن وراء هذا المنظور هو أن الرضا في المجالات الأكثر أهمية قد يخفف أو يعوض عن عدم الرضا في مجالات أخرى.


شارك المقالة: