طرق جمع البيانات النوعية في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


جمع البيانات النوعية في التربية الخاصة:

بعد الدخول إلى الموقع واختيار المشاركين يكون الباحث النوعي جاهزاً للبدء في جمع المعلومات، أي ما يطلق عليه بشكل عام العمل الميداني، ويشمل العمل الميداني قضاء كثير من الوقت في المكان قيد الدراسة وكذلك الانغماس التام في هذا الموقع وجمع أكثر كمية ممكنة من المعلومات وبأقل ما يمكن من التطفل.
يجمع الباحثون النوعيون عادة بيانات وصفية وسردية وبصرية لاعددية وذلك لاكتساب البصيرة الثاقية للظاهرة قيد الاهتمام، ولأن البيانات يجب أن تساهم في فهم الظاهرة يتم تحديد جميع البيانات بشكل كبير من خلال طبيعة المشكلة، ولا توجد وصفة وحيدة تبين كيفية متابعة جهود جميع المعلومات بل ينبغي على الباحث جمع البيانات المناسبة للمساهمة في فهم وحل مشكلة قائمة.
الملاحظة واللقاءات والاستبانات والاتصالات الهاتفية والوثائق الشخصية والرسمية والصور والتسجيلات والرسومات والصحف والرسائل الإلكترونية وردودها والمحادثات غير الرسمية جميعاها مصادر للمعلومات النوعية، ومن الواضح أن كثيراً من مصادر المعلومات مقبولة طالما أن الأسلوب المتبع أسلوب أخلاقي وعملي ويساهم في فهم الظاهرة قيد الدراسة، وإن أساليب جمع المعلومات الأربعة التي سنناقشها هي الملاحظة إجراء مقابلة بما في ذلك استخدام مجموعات تركيز وبريد إلكتروني ادارة استبيانات وفحص السجلات وتتشارك هذه الأساليب في خاصية واحدة الباحث هو الأداة الرئيسة لجمع المعلومات.

طرق جمع البيانات النوعية في التربية الخاصة:

  1. الملاحظة:
    عندما يحصل الباحثون النوعيون على المعلومات بمراقبة المشاركين فإنهم بذلك يقومون بالملاحظة ويكون التركيز أثناء الملاحظة على فهم البيئة الطبيعية التي يعيش فيها المشاركون دون إجراء أي تغيير عليها، وبالنسبة لأسئلة بحوث معينة تكون الملاحظة الأسلوب الأكثر ملاءمة وفعالية بجمع المعلومات، فعلى سبيل المثال إذا سألت المدرسين عن كيفية المحافظة على الانظباط في صفوفهم فإنك بذلك تخاطر بمعلومات متحيزة فإنهم ربما لا يتذكرون كل شيء أو قد يخبرونك فقط عن أكثر استراتيجياتهم نجاحاً، ولكن بمراقبتك للصفوف ستحصل على معلومات أكثر موضوعية يمكن مقارنتها بالتقارير الذاتية للمشاركين في البحث.
  2. تسجيل الملاحظات:
    الملاحظات الميدانية مواد البحث النوعي التي يتم جمعها وتسجيلها وتصنيفها في الموقع عادة أثناء مسار الدراسة هي الأفضل الملاحظات الميدانية تصف بأكبر قدر ممكن من الدقة والشمولية كافة الخصائص المتعلقة بالحالة، وهي تحتوي على نوعين أساسيين من المعلومات معلومات وصفية عن ما رآه المراقب أو سمعه في الموقع أثناء مساق الدراسة، أومعلومات انعكاسية تمثل ردود الأفعال الشخصية للباحث تجاه الملاحظات وتمثل كذلك تجارب الباحث وأفكاره أثناء جلسات المراقبة؛ وبسبب الحاجة إلى الوضوح والتفاصيل يجب أخذ الملاحظات الميدانية كلما أمكن ذلك، وأثناء المراقبة وإذا لزم الأمر يمكن للباحث أن يسجل ملاحظاته الميدانية بعد مغادرة الموقع ولكن التسجيل يجب أن يتم بالسرعة الممكنة، حيث إنه كلما كانت الفترة الزمنية الفاصلة بين الملاحظة والتسجيل أطول زادت احتمالات تشوه الملاحظات الأصلية.
    تُعد الملاحظات الميدانية هي البيانات التي سيتم تحليلها لتوفيرالفهم والوصف الكافيين لموقع البحث والمشاركين فيه، حيث إنها ينبغي أن تكون مكثفة وواضحة ومفصلة قدر الإمكان، وعلى سبيل المثال لا يمكن للباحث الجيد أن يكتب ببساطة كان الصف سعيداً وبدلاً من ذلك يجب على الباحث أن يصف نشاطات الطلبة والنظرات على وجوههم وتفاعلهم مع بعضهم بعضاً. وكذلك نشاطات المدرسين وملاحظات أخرى توحي بأن الصف كان سعيداً وكقاعدة عامة من الجيد تجنب استخدام كلمات مثل (جيد، مفيد، سعيد) أو أية كلمات أو عبارات تقييمية أخرى، واستبدالها بكلمات تصف سلوكيات تمت مشاهدتها أو سماعها وللمساعدة في أخذ الملاحظات الميدانية في الموقع، فإن الباحث غالباً ما يحضر معه نسخة عن البروتوكول أو قائمة بالمواضيع الواجب ملاحظتها وذلك لتوجية طريقة المراقبة، حيث تقدم البروتوكولات للباحث التركيز أثناء الملاحظة والمراقبة وكذلك توفر إطاراً عاماً للملاحظات الميدانية مما يسهل تنظيم وتصنيف المعلومات من خلال مجموعات متنوعة من الملاحظات.
    فإن بروتوكولاً بسيطاً للمراقبة يمكن أن يشتمل على المواضيع الآتية من هو الذي تتم مراقبته؟ ما عدد الأشخاص ذوي العلاقة؟ من هم، وما الأدوار الفردية والسلوكيات التي يمارسونها؟ وما الذي يحدث؟ وما طبيعة المحادثة؟ ماذا يقول الناس أو ماذا يفعلون؟ كيف يبدو المكان من الناحية الشكلية؟ وكيف وأين يجلس الناس؟ وكيف يتفاعل المشاركون فيمت بينهم؟ وما أحوال أو أدوار الناس؟ ومن هم القادة ومن هم التابعون ومن صاحب القرار ومن ليس كذلك وما المعتقدات والمواقف والقيم؟ وكيف انتهى الاجتماع؟ وهل كانت المجموعة منقسمة ومتحدة ومنزعجة أو مصابة بالملل أم الراحة؟

أنواع الملاحظة في جمع البيانات النوعية في التربية الخاصة:

  • الملاحظة المشاركة:
    وفي هذا النوع من الملاحظة يصبح المراقب جزءاً مشاركاً في الحالة قيد الملاحظة وبتعبير آخر يشارك الباحث في الحالة أثناء المراقبة وجمع المعلومات عن النشاطات والأشخاص والخصائص الفيزيائية المادية عن المكان والزمان، وتوجد درجات متفأوتة للملاحظة المشاركة حيث يمكن للباحث أن يكون مراقباً مشاركاً نشيطاً أو مراقباً نشيطاً ذا امتيازات أو مراقباً سلبياً، ومن فوائد الملاحظة المشاركة أنها تسمح للباحث باكتساب المفاهيم وتطوير علاقاته مع المشاركين وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إذا قام الباحث بالمراقبة دون مشاركة.
    ومع ذلك فإن للمرء معوقات بفقد الباحث موضوعيته ويصبح متورطاً عاطفياً مع المشاركين مثلاً أو أنه قد يواجه صعوبات في قيامه بالمشاركة وجمع المعلومات في نفس الوقت، وفي الحالات التي تكون فيها مجموعة الدراسة متماسكة ومنظمة قد تسبب المشاركة توتراً لدى الباحث والمجموعة، وقبل تبني دور المراقب المشارك على الباحث تقييم احتمالات المشاركة في الحالة وجمع المعلومات المطلوبة في نفس الوقت، وإذا لم يكن من الممكن للباحث أن يكون مراقباً مشاركاً بشكل كامل في المجموعة المدرسية فمن الأفضل أن يكون مراقباً غير مشارك.
  • المراقب غير المشارك:
    في المراقبة غير المشاركة لا يكون المراقب جزءاً مباشراً من الحالة قيد الملاحظة وبتعبير آخر فإن المراقب يلاحظ ويسجل السلوكيات ولكنه لا يتفاعل أو يشارك في الأمورالحياتية للحالة قيد الدراسة، والمراقبون غير المشاركين أقل تدخلاً وأقل احتمالاً للتورط العاطفي مع المشاركين وقد تكون المراقبة غير المشاركة هي الأفضل إذا لم تكن لدى الباحث الخلفية أو الخبرة اللازمة للتصرف كمشارك حقيقي إذا كانت مجموعة الدراسة أكثر تنظيماً من أن يستطيع الباحث الاندماج فيها بسهولة.
    وباحث في أواسط العمر مثلاً لا يمكن أن يكون مشاركاً فعالاً في مجموعة من طلبة الصف الخامس، على أي حال قد يواجه المراقبون غير المشاركين صعوبات أكبر في الحصول على معلومات يعتمد عليها بخصوص آراء ومواقف المشاركين وأحوالهم العاطفية أكثر من المراقبين المشاركين.

شارك المقالة: