مبررات الرعاية للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


يحتاج الطالب الموهوب والمتفوق إلى اهتمام ورعاية تعليمية وخدمات متميزة تعليمية عن البرامج والخدمات الكلاسيكية التي تتوفر في المدارس ومراكز التعليم، وإنشاء برامج مخصصة لتعليم الموهوب والمتفوق تستند إلى مبررات من أهمها ما سوف نذكره في هذا المقال.

مبررات الرعاية للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- قصور مناهج التعليم العام:



يمكن وصف مناهج التعليم بالمدارس العامة بطبيعتها بأنها جماعية المنحى والمستوى، بسبب ضيق الوقت المخصص لكل مادة دراسية وطول المنهاج المقرر لها، وكثرة الطلاب في معظم الصفوف الدراسية، ويبدو أن المعلم علمياً ليس لديه خيار سوى التركيز على الغالبية التي تقع عادة حول الوسط، وقد يوجه المعلم المزيد من الاهتمام لأولئك الذين لديهم قدرات دون الوسط.

أما بالنسبة لألمع الطلبة فلاحظ عليهم أنهم لديهم فرصة للانشغال بمهام وقضايا إضافية من نفس المستوى الذي يعطى للمعظم في أفضل الأحوال، وقد أظهرت الدراسات أن الطالب الموهوب والمتفوق هم بحاجة إلى رعاية تعليمية متباينة بالإضافة إلى ما يتم توفيره عادة في برامج المدرسة العادية.

وتتراوح الفروق الفردية في مستوى التحصيل الدراسي بين طلبة الصف العادي بين (8- 4) سنوات (2008,Clark)، ومن الطبيعي أن تزداد الفروق الفردية مع تحسن وجود التعليم داخل الغرفة الصفية أو الصفي ومع التقدم في السلم الدراسي، كما هو متوقع في مثل هذا الحالات أن يواجه المعلمين صعوبة في التعامل مع الحالات القصوى سواء كان موهوب ومتفوق أم معاق عقلي.

حيث يخضع هؤلاء الطلاب إلى حالة من التعب والملل؛ بسبب عدم  قدراته على تحدي القدرات إذا كان موهوب ومتفوق، أو لعدم قدرته على الارتقاء إلى مستوى المهمات والبرامج التعليمية التي عادة ما تكون مصممة عادة للطالب المتوسط  إذا كان من ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقات العقلية.

وإذا كان هناك اتفاق واسع بين المعلمين والأهل والباحثين وصانعي القرار على ضرورة إدخال تعديلات على النظام التعليمية لحل مشكلة الطلاب الذين يتم تقديرهم في سلم القدرة في أدناه، فإن الباحثين في علم نفس الموهوبون يستخدمون المنطق في الدفاع عن حاجة الموهوب والمتفوق لبرامج خاصة.

2- التربية الخاصة حق للطفل الموهوب والمتفوق:

يندرج الطفل الموهوب والمتفوق إلى مجتمع تحت فئة التربية الخاصة، بالتالي يحتاج إلى رعاية خاصة وله الحق في الحصول على فرص متساوية كغيره من فئات التربية الخاصة في المؤسسات التعليمية مثل بطيئي التعلم والمعوقين عقلياً.

ومن المثير للاهتمام في هذا المجال أن نشير إلى أن اختبار (بينيه) للذكاء الذي تم إنشاؤه كأساس للكشف عن الأطفال الأغبياء أو ذوي القدرة العقلية المنخفضة، من أجل عزلهم  وتنظيم برامج تعليمية خاصة بهم، هو نفس الاختبار الذي طوره (لويس تیرمان Terman) ونقل إلى دول متعددة، وليحتل المرتبة الأول بين أساليب تحديد  الطفل الموهوب والمتفوق من أجل اتباعهم ببرامج خاصة.

أما الادعاء بأن الأطفال الموهوبين والتفوقين لا يحتاج مساعدة ويمكنه النجاح بمفرده، حيث بينت العديد من الدراسات عدم دقته بعد أن تبين أن هناك عدد جيد من الموهوبين والمتفوقين بين المتسربين من المدارس قبل استكمال دراساتهم، وتزداد أهمية التربية الخاصة بالنسبة لأطفال الطبقات المتوسطة والفقيرة الذين ليس لديهم في منازلهم مكتبات أو أدوات موسیقی او إجهزة كمبيوتر أو غيرها من المثيرات التربوية (1972 ,Marland).

3- رفاه المجتمع وتنميته:

إن الطفل الموهوب والمتفوق لا يحتاج مساعدة ويمكنه أن ينجح بمفرده أي عن طريق الاعتماد على نفسه، وقد اثبتت الدراسات عدم دقتها بعد أن تبين أن هناك نسبة جيدة من الطلاب الموهوبين والمتفوقين بين الذين تسربوا من المدارس قبل إنهاء دراساتهم، وتزداد أهمية التربية الخاصة بالنسبة للأطفال الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والفقيرة  الذين لا يوجد في منازلهم مكتبات أو أدوات موسیقی أو حواسيب أو غيرها من المثيرات التربوية (1972 ,Marland).

ولا يمكن إخفاء أن الصراع في الوقت الحالي والمستقبلي بين دول العالم تحكمه إمكانياتهم في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والعسكرية، ولا شك أن للعقول دور بارز في تحقيق الإنجازات الوطنية على هذه المستويات، ومن خلال هذا الدور يسهم الموهوب والمتفوق في رفاهية المجتمع وضمان الامن ومستقبلة وتنمية قدراتهم.

4- تكافؤ الفرص:

المجتمعات الديموقراطية بارزة في دساتيرها وقوانينها وأنظمتها الاقتصادية والسياسية، هناك خلاف على أن هذه المبادئ تشكل قيماً اجتماعية سامية، ولكن المشكلة تكون أساساً في حالة الدمج بين مصطلح المساواة ومصطلح تكافؤ الفرص من جهة التطبيق من جهة أخرى.

إن تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في المدرسة يعني استعداد  لتحديد الظروف الملائمة لكل طالب کي يتقدم بأقصى طاقاته وأن يحقق قدراته بنفسه، وهذا هو ما يطمح إليه الاشخاص الذين يدافعون عن حق الأطفال الموهوببين والمتفوقين في تجهيز  البرنامج تربوي الذي يلبي احتياجاتهم ويتحدى قدراتهم.

حيث يوجد شعارات ترفع في مجال الإصلاح التربوي لا تجد طريقها للتطبيق في كثير من الحالات، وفي حالة تطبيقها غالباً ما يساء فهمها وتفسيرها، ومثال على ذلك هو شعار التعليم للجميع (Education for All) الذي تبنته منظمة اليونسكو ومعظم دول العالم.

يتحول هذا الشعار  في التطبيق إلى تقديم نفس التعليم للجمیع (Same Education for All) ويتضح أن هناك ارتباكاً  وخلطاً بين مفهومي المساواة وتكافؤ الفرص.

5- النمو المتوازن للطفل الموهوب:

يتعرض أغلب الأحيان الطفل الموهوب والمتفوق لمشاكل التكيف مع محيطهم بسبب التفاوت في درجات نموهم الحركي والعقلي والعاطفي. وقد وصفت الباحثة (هولينغويرث 1942 ,Hollingworth) المشاكل التي تواجه الطفل الموهوب والمتفوق وخاصة أولئك الذين لديهم مستويات عالية من الذكاء.

وأوضحت أن المشكلات الكبيرة بين درجة ذكاء مرتفعة، وكان هناك أيضاً مشكلات كبيرة بين درجة النمو العقلي ودرجة النمو الانفعالي للطفل تؤدي في معظم الحالات إلى معاناة في الجوانب العاطفية والاجتماعية.

وأيضاً يوجد العديد من السمات السلوكية للأطفال الموهوبين والمتفوقين، وما يترتب عليها من مشاكل التكيف التي لا تقتصر على درجة العاطفة فحسب، بل قد تتوسع لتشمل الدرجة المعرفي كما ينعكس على التحصيل المدرسي أيضاً.

إن العزلة والانطوائية وعدم قبول الروتين ونقد الذات وأيضاً نقد الآخرين بقسوة، والميل إلى الكمال والهروب من مواجهة المواقف أحياناً والإنجاز المدرسي المنخفض عبارة عن أمثلة محدودة للقليل المشكلات التي قد يواجهها بعض الطلبة من الموهوبين والمتفوقين.

ومن الطبيعي أن يكون التدخل المبرمج من قبل المدرسين والمرشدين طريقة فعالة بشكل كبير ومناسبة لوقاية هؤلاء الطلبة وإنقاذهم من المعاناة والمضاعفات التي قد تنجم عن الاستمراريه في معاناتهم.


شارك المقالة: