مرحلة الاختيار وأخطاء عملية الكشف للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


مرحلة الاختيار للموهوبين والمتفوقين:

يتم  إجراء الاختبارات الموضوعية للطلبة بعد أن استوفوا شروط الترشيح واجتازوا مرحلة التحقيق أو التصفية الأولى، ويتم تجميع البيانات المطلوبة ومعالجتها بطريقة علمية مناسبة، ومن ثم يتم استخراج علامة مجمعة لكل طالب، وفي ضوء هذه العلامات يتم سرد الأسماء في قائمة بالترتيب حسب علاماتهم.

وعلى مديري برنامجتعليمالموهوبين اختيار العدد المطلوب من القائمة حسب ترتيب الدرجات، ويجوز تشكل لجنة متخصصة لهذا الغرض، وتشمل العديد من المهام منها إجراء مقابلات شخصية للطلبة واتخاذ القرارات النهائية للاختيار، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المقابلة على الأهم من ضعف التنبؤ بالنجاح، ويمكن إعطاء درجة محسوبة لأغراض الترجيح في قبول الطلبة الذين في بلدان المجاورة.

تاريخياً ارتبطت عملية الكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق بالتقاليد التي رسخت جذوره (لويس تيرمان) ولا تزال مقبولة في العديد من دول العالم، وتم تقدير حد فاصل بين الطالب الموهوب والطالب العادي مقدراً بمعدل ذكاء يعادل (140) أو أعلى على مقياس (ستانفورد بينه) للذكاء، ومع تقدم نظرية الذكاء تباينت الموهبة وتنوعت أساليب الكشف وازداد الوعي بالأخطاء المرتبطة بهذه العملية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لنقلها إلى الحد أدنى.

أخطاء عملية الكشف وأسبابها:

حيث يوجد نوعان من الأخطاء التي قد تحدث فيها أو أحداهما والمسؤول عن إجراء آلية الكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق اختيار طالب الذين لا يستحق  التسجيل في البرنامج  أو لا يستفيد من الحاقة بالبرنامج لعدم حاجته إليه، ويسمى هذا على النوع من الأخطاء (القبول الزائف False Positive)، أو حرمان الطالب موهوب من الاستفادة من خدمات البرنامج الخاص، ويسمى هذا النوع من الأخطاء (الرفض الزائف False Negative).

أسباب حدوث أخطاء عملية الكشف على الموهوبين والمتفوقين:

  • أخطاء مرتبطة بنظرية القياس وآلية بناء الاختبارات والسمات السيكومترية للاختبارات؛ وذلك لأن الدقة الكاملة مشكلة أساسية في أي اختبار أو قياس تربوي أو نفسي.
  •  الأخطاء المتعلقة بعدم المطابقة أو ضعف الترابط بين طرق الكشف وطبيعة التجارب التي يقدمها البرنامج، وبعض البرامج تستخدم اختبارات الإبداع في عملية الكشف بينما تجارب البرنامج في جوهرها ليست سوى نسخة مكررة للخبرات المدرسية الاعتيادية.
  • الأخطاء المتعلقة بالسياسات والإجراءات التي يتبعها المسؤولون على البرنامج، وفضلاً عن المحددات التي يفرضها الواقع، ومثل مراعاة مسألة التمثيل المتوازن لمن يتم اختيارهم على أسس عرقية أو جغرافية أو جنسية حتى يمكن الحصول على دعم اجتماعي أو سياسي أو مادي للبرنامج.
  • الأخطاء المتعلقة بطريقة معالجة البيانات المجتمعة عند استخدام معايير متعددة في تحديد الطلبة الموهوبين والمتفوقين.
  • أخطاء الشخصية المقصودة مثل التحيز أو غير المقصودة الناتجة عن الجهل أو نقص الخبرة من قبل المعلمين أو لجان الاختيار أو منفذين الاختبارات وبالذات اختبارات الذكاء.

قواعد تقليل أخطاء عملية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين:

  • يجب النظر إلى عملية تحديد الطلاب الموهوبين والمتفوقين، وتحديدهم  على أنها أساس من الخطة لبرنامج رعايتهم أو تعليمهم، تتضمن الخطة الملائمة لأي برنامج جيد لهذه المجموعة من الطلبة تتضمن عدة مكونات من أهمها تحديد واضح لمفهوم الموهبة والتفوق بمعنى توضيح من هو الطالب الموهوب والمتفوق المستهدف بالعناية اجرائية.كما يتم تحديد طرق الكشف عن الطلاب المستهدفين للرعاية، وتحديد شكل الخبرات التعليمية أو المناهج الذي سيتم تقديمه من خلال البرنامج وأهدافه، وتحديد طرق جمع الطلبة المستهدفين وفترة التحصيل اللازمة لتقديم خبرات البرنامج، وتحديد أساليب تقييم البرنامج أو معايير الحكم على مدى تحقق أهدافه.
  • من الضروري استخدام عدة مقاييس للكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق، وذلك بما يتماشى مع الاتجاهات الجديدة في نظرية الذكاء ومفهوم الموهبة، حيث أن الاتجاه التقليدي لم يعد مناسباً  من حيث المساواة بين الذكاء والموهبة، ويشبع حاجاته بمستوى معين من أداء على اختبار ذكاء فردي وخاصة مقياس تستنافورد بينية أو  وكسلر الذكاء الأطفال. إن الكشف عن الموهوب والمتفوق عملية تحتاج لجمع وقتاً لجمع البیانات لاصدار الأحكام مقنعة يمكن الدفاع عنها، ومصادر البيانات الأكثر عدداً وتنوعاً التي لها معدل خطأ في عملية الاختيار إذا تمت معالجة هذه البيانات بالطريقة العلمية السليمة.
  • من أجل الغرض المقصود من استعمال عدة معايير  لتحقيقها في الكشف عن الطالب الموهوب المتفوق، يجب الانتباه إلى السمات السيكومترية للاختبارات المستخدمة، وبناءاً  على المعايير المعتمدة من قبل جمعية علم النفس في تقييم الاختبار ، يجب مراعاة ثلاث خصائص، وهي وإجراءات تقنين الاختبار ودلالات صدق الاختبار ودلالات ثبات الاختبار. وبقدر ما يتوافر للاختبار من دلالات صدق وثبات قوية، وبقدر ما تكون إجراءات مقننه سليمة يوثق في نتائجه ويستفاد منه في عملية الكشف، لذلك من الضروري إجراء مراجعة دقيقة لأدلة الاختبار المنشورة أو المطورة بيئياً ضرورية قبل اتخاذ قرار باستخدامها.
  • ومن أجل تجنب أخطاء من النوعين المذكورين أعلاه، يجب دعم الالتزام بالحدود الكمية أو النسبة المئوية المعروفة في مصطلحات السيكومتري للموهوب والمتفوق، وخاصة في المرحلة الأولى من عملية الكشف والاختبار. وقد رأينا أمثلة في هذا المجال على شكل نسب مئوية تتراوح بين (1% و 5%)، أو على شكل نسبة ذكاء معينة، ويجب توسيع عينة المتقدمين للمرحلة الثاني من عملية الاختيار، وقد اقترح (جانية) نسبة تتراوح ما بين (10 و 20%).
  • إذا كان نظام الكشف والاختبار يتطلب من المرشح تحقيق الحد الأدنى من الأداء لوحده أو أكثر من الاختبارات المستخدمة في العملية، فمن  المستحسن أن يقوم المقيمين على برنامج الموهوب والمتفوق دراسة حالة بشكل تفصيلي.وأيضاً الطلبة الذين يقع ادائهم حول الحدود المحددة أو الذين يسجلون أكثر أو أقل قليلاً أو تنقص قليلاً عن الدرجة المحددة التي تم  أخذها كنقطة فرق بين الموهوب وغير الموهوب.
  • ولتوضيح ذلك نذكر المثال الآتي قررت إدارة برنامج الموهبة والمتفوق نسبة ذكاء (130) على اختبار ذكاء فرد، وحصل الأول على نسبة ذكاء (128) وحصل آخر على (132)، فهل يتم رفض الأول ويقبل الثاني؟ وهل يمكن الدفاع عن قرار كهذا من الناحية العامية؟
  • وفي هذا الخصوص ذكر موضوع حول الأخطاء المحتملة لأي عملية قياس؛ بسبب مشكلات الصدق والثبات والتطبيق بالنسبة لجميع الاختبارات، فإنه يصعب الدفاع عن القرار المذكور.
  • وقد يكون من المناسب إجراء دراسة حالة للذين تقع نسب ذكائهم ما بين (125 و 135) عندما يكون الحد الفاصل 130، حتى يصل إلى اتخاذ قرار، حيث أن الحالات التي تقع في هذا المدى من الدرجات توصف بأنها واقعة في منطقة عدم اليقين.

شارك المقالة: