ما هي مكونات الإبداع؟

اقرأ في هذا المقال


مكونات الإبداع:

  1. المناخ الذي يقع فيه الإبداع:

    تم تبنى هذا الاتجاه علماء الاجتماع والإنسان وعدد من علماء النفس الاجتماعي، ويجادل مؤيدو هذا الاتجاه بأن الإبداع ظاهرة اجتماعية وذات منهج حضاري وثقافي، وأن الفرد يصبح جديراً بوصف المبدع إذا تجاوز تأثيره على المجتمع حدود المعايير العادية.
    وبهذا المعنى يمكن النظر للإبداع كشكل من أشكال القيادة التي مارس فيها المبدع تأثيراً شخصياً واضحاً على الآخرين، كما يمكن مثلاً مقارنة الآثار البعيدة التي خلفها (صلاح الدين الأيوبي ونابليون) وغيرهم على الحضارة الإنسانية بتلك الآثار الهائلة التي ترتيب على أعمال (إبن الهيثم وإبن سينا) وغيرهم إن تقبل مجمتمع ما واعتراف بقيمة عمل ما وأهمية شروط أساسي لتفريد هذا العمل وإبرازه في سجل الحضارة الإنسانية.
  2. الشخص المبدع:
    يمثل هذه الاتجاه محور اهتمام علماء نفس الشخصية الذين يقولون أنه يمكننا معرفة الأشخاص الذين يتميزون بالإبداع من خلال دراسة متغيرات الشخصية والفروق الفردية في المجال المعرفي والدافعية، على سبيل المثال يبرز (جيلفورد) سمات الشخص المبدع في تعريفه الإبداع سمات تتضمن الأصالة والحساسية للمشكلات طلاقة ومرونة في التفكير وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها بالتفصيلات، وهي قدرات يمكن تصنيفها ضمن مظلة التفكير الناقد وكانت إحدى ثمار هذا الاتجاه وضع عدد غير قليل من الاختبارات الشخصية وتطويرها؛ بهدف الكشف عن الأفراد المبدعين.
  3. العملية الإبداعية:
    يمثل هذا الاتجاه محور اهتمام علماء النفس المعرفيين الذين أسرتهم فكرة الاستبصار لدى علماء النفس الجشطالت، وركزا دراساتهم على الجوانب المتعلقة بعملية حل المشكلات وأنماط التفكير أو أنماط معالجة المعلومات التي تشمل عملية الإبداع، ومن الباحثين الذين وضعوا مؤلفات تعكس هذا الأوجاع (كويستلر) في كتابه فعل الإبداع و (جيزلين) في كتابة العملية الإبداعية ومن التعريفات الغامضة المتأثرة بنظرية التحليل النفسي تعريف (كريس) الذي يقول بأن الإبداع عملية تتحرك بين آفاق التفكير العقلاني الواعي وتخيلات ما قبل الشعور وأحلام اليقظة ودافع اللاوعي.
    ويركز (تورنس) على العملية الإبداعية في تعريفة لمصطلح الإبداع، حيث يقول بأن الإبداع عملية استشعار المشكلات والوعي بها وبمواطن الضعف والفجوات والنفور والنقص فيها وصياغة فرضيات جديدة والتوصل إلى تواصل جديد، باستخدام المعلومات المتوافرالمتاحة والبحث عن حلول وتعديل الفرضيات وإعادة فحصها عند الضرورة وتوصيل النتائج.
    وأيضاً وصف (تورنس) العملية الإبداعية احتمال الغموض والقلق والإبداع حفر في الأعماق، والإبداع غوص في مياه عميقة والإبداع بناء قلاع رملية والإبداع مصافحة مع المستقبل، والإبداع محادثة واستماع لقطة والإبداع خروج من وراء أبواب مغلقة والإبداع إرادة جلاء الأسرار والتعرف والإبداع إمعان للنظر مرتين والإبداع محو للأخطاء.
  4. الناتج الإبداعي:
    يهتم هذا الاتجاه بالمخرجات الإبداعية ذاتها على افتراض أن العملية الإبداعية سوف تؤدي في النهاية إلى مخرجات ملموسة مبدعة بصورة مناسبة، سواء كانت على شكل قصيدة أم لوحة فنية أم اكتشاف أم نظرية، والعديد من الباحثين حددوا سمات ومواصفات التقييم للأعمال الفنية والأدبية والموسيقية من حيث مجال الإبداع فيها.
    وغالباً ما يتم أخذ الأصالة والملاءمة كمعيارين للحكم على المخرجات، ومن التعريفات التي تبرز الناتج الإبداعي تعريف (ولس) الذي يرى أن الإبداع عمل هادف يؤدي إلى نواتج أصيلة وعبر معرفته سابقاً، ومن التعريفات التي تركز على الناتج الإبداعي أيضاً تعريف (ولك) الذي يرى أن الإبداع التميز في العمل أو إتمامه بصورة تشكل إضافة إلى الحدود المعروفة في ميدان معين.

شارك المقالة: