تطوير خطة تسجيل السلوك المستهدف في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تطوير خطة تسجيل السلوك المستهدف في التربية الخاصة:

  1. تعريف السلوك المستهدف:

    تتمثل الخطوة الأولى في خطة تسجيل السلوك بتعريف السلوك المستهدف الذي نريد تسجليه وحتى نعرف السلوك المستهدف لشخص ما، فإن هذا يتطلب منا أن نحدد بدقة ماذا يقول أو ماذا يفعل، أي بمعنى آخر أن نحدد ما الذي يشكل ويكون السلوك المشكلة أو العيب المستهدف لأغراض التغيير، ويشمل التعريف السلوكي على وصف للكلمات المسنخدمة في السلوك الذي يظهره الشخص، فعلى سبيل المثال التعريف السلوكي لسلوك الطالب داخل الصف الذي يوصف بأنه منشغل وغير مناسب لسير العملية التعليمية، فهذا الوصف مثلاً لا يشتمل على الحالات الداخلية مثل غضب الطالب وانزعاجه أو حزنه فمثل هذه الحالات لا يمكن ملاحظتها وتسجيلها من خلال شخص آخر.
    وكما أن التعريف لا يشمل انتباه الطالب فالانتباه لا يمكن أن يلاحظ والاستدلال عليه، وغالباً ما يكون غير صحيح وفي النهاية فإن استخدام وصف منشغل وغير مناسب لا يعرف السلوك المستهدف؛ لأن هذا الوصف لا يعرف ولا يحدد ماذا يفعل وماذا يقول، أي أنه لم يحدد سلوكيات الطالب وأفعاله الدالة على الانشغال أو التي ينظر إليها على أنها غير مناسبة.
    إن استخدام التصنيفات للسلوكيات ينظر إليها على أنها غامضة فهي تعني أشياء مختلفة لأفراد مختلفين، وفي المثال السابق قد يعني استخدام تصنيف منشغل وغير مناسب أنه يتشاجر مع زميلين بجانبه وقد يعني لآخر أنه يرمي بالقلم على الأرض أو يقلب الأوراق أثناء شرح المعلم.
    فالسلوكيات المحددة يمكن أن تلاحظ وتحدد وتسجل بينما التصنيفات لا يمكن أن تلاحظ ولا تسجل وبالإضافة إلى ذلك فإن التصنيفات يمكن أن تستخدم على نحو غير صحيح إذا استخدمت كشرح للسلوك، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص يلاحظ تكراره للمقاطع أو الكلمات عندما يتكلم فيمكن أن نصنفه بأنه متأتئ ومن ثم فإن وصف الشخص بأنه يعيد المقاطع اللفظية أو الكلمات ليس ناتجاً فقط عن التأتأة، وهنا تجب الإشارة إلى أن القيمة الحقيقية للتصنيفات هي أنها تستخدم كاختصار يعود إلى السلوك المستهدف.
    وفي الخلاصة فإن السلوك يجب أن يعرف دائماً قبل أن يلاحظ ويسجل ومن الخصائص الأساسية للتعريف الجيد للسلوك أنه بعد رؤية التعريف يلاحظ الأفراد المختلفون السلوك نفسه ويتفقون على أن السلوك يظهر، فعندما يلاحظ شخصان على نحو مستقل السلوك ويسجلانه فهذا يسمى الثبات بين الملاحظين أو الاتفاق بين الملاحظين ويستخدم مفهوم ثبات بين الملاحظين على نحو واسع في مجال البحث في تعديل السلوك.
    يتوخى الباحثون في مجال تعديل السلوك بحذر تعريف السلوك المستهدف للأفراد الذين يخضعون لبرامج تعديل في السلوك فعلى سبيل المثال استخدم (ايواتا) وزملاؤه في دراستهم إجراءات تعديل السلوك لخفض سلوك إيذاء الذات لدى الأطفال الذين يعانون من الإعاقة العقلية.
  2. التسجيل أو الملاحظة:

    لقد تم تعريف السلوك المستهدف للشخص الذي يظهره والذي يطبق معه برنامج تعديل السلوك، ويأتي بعد هذه الخطوة تحديد الشخص الذي سوف يلاحظ السلوك ويسجله، ففي برنامج تعديل السلوك يلاحظ السلوك المستهدف ويسجل من قبل شخص آخر غير الذي يظهر السلوك المستهدف وقد يكون الملاحظ اختصاصياً نفسياً، أو قد يكون شخصياً متصلاً بالفرد من البيئة الطبيعية مثل المعلم أو الآباء أو فريق العمل أو المشرف.
    والشخص الملاحظ يجب أن يكون قريباً من الشخص المستهدف حتى يلاحظ سلوكة المستهدف عندما يظهر والشرط الأساسي الذي يجب أن يتوافر في الملاحظ هو أن يكون شخصاً مدرباً، وحتى يتمكن من تحديد ظهور السلوك المستهدف وتسجيل هذا السلوك فوراً عند حدوثه، ولذلك فإن الملاحظ يجب أن يكون لديه الوقت الكافي الذي يمكنه من ملاحظة السلوك وتسجيله، كما يجب أن يتمتع بالدافعية والرغبة للقيام بهذا العمل كملاحظ.
    فعلى سبيل المثال فإن المعلم قد يطلب منه أن يلاحظ ويسجل السلوك المستهدف لأحد طلبته مع طلبة آخرين ومن ثم فإن عامل الوقت لا يتوافرهنا لأن يعمل كملاحظ، وفي معظم الحالات من الممكن تطوير خطة بتسجيل السلوك من قبل شخص ما مؤهل لذلك دون إعاقة سير روتينه اليومي، وفي بعض الحالات فإن الملاحظ يكون هو الشخص الذي يظهر السلوك المستهدف ويطلب إليه أن يلاحظ سلوكه ويسجله، وهذا الإجراء في تعديل السلوك يسمى بالمراقبة الذاتية وإجراء المراقبة الذاتية تكون ذا قيمة وفائدة خصوصاً عندما لا يكون ممكناً للملاحظ الآخرى أن يسجل السلوك المستهدف، وذلك في حالات يكون فيها ظهور السلوك المستهدف غير متكرر أو عندما يظهر فقط في غياب الأشخاص الآخرين المحيطين.

المصدر: 1_إبراهيم الزريقات ومحمود القرعان.قضايا معاصرة وتوجهات حديثة في التربية الخاصة.عمان: درا الفكر.2_إسماعيل بدر. مقدمة في التربية الخاصة. الرياض: دار الزهراء.3_فاروق الروسان. سيكولوجية الأطفال غير العاديين. عمان:دار الفكر للطباعة والنشر.4_عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: