اقرأ في هذا المقال
- الجوانب النوعية للبحوث الكمية في التربية الخاصة
- احتمال الخطأ في عملية القياس في البحوث الكمية في التربية الخاصة
الجوانب النوعية للبحوث الكمية في التربية الخاصة:
عادة ما يسعى الباحثون للإجابة عن الأسئلة التي لا صلة لها بالموضوع اجتماعياً وكيف يمكنه تحديد نظريات وأسئلة البحث؟ ففي البداية يستعرض مجموعة من القضايا المهمة التي تكثر في التربية الخاصة، ومن بين هذه المجموعة يختار أحد المواضيع ذات الاهتمام وعلى سبيل المثال لنفترض أن الباحث قرر دراسة تأثير موقف المعلم على نجاح الطلبة ذوي الإعاقة الذين تم دمجهم في الصفوف الدراسية العادية، وبالتأكيد سيرغب الباحث في الحصول على نظرة شمولية أو صورة كاملة للمشكلة.
فقد يكون لموقف المعلم بالفعل بعض التأثير على نجاح الطلبة، ولكنه لا يعرف ما هي المواقف التي قد تؤثر على نجاحهم، فيقوم بجمع المعلومات عن طريق زيادة مدرسة ابتدائية تعمل على دمج الطلبة ذوي الإعاقة في صفوف التعليم العادية ومراقبة الأنشطة في مختلف الصفوف، ويمكن للباحث مقابلة المعلمين والطلبة ذوي الإعاقة والطلبة العاديين، ومن ثم يقوم بدراسة الإحصاءات الخاصة بالموضوع ومذكرات وتقارير الموظفين وقد تكون جميع الإجراءات المذكورة مكتوبة لأنها توفر معلومات قيمة.
وقد لاحظ الباحث أن بعض الطلبة يميلون إلى التعلم أكثر من غيرهم وأن معلمي الطلبة العاديين يبدون تقبلاً بدرجات متفأوتة لهؤلاء الطلبة، وأن المعلمين الأصغر سناً أكثر تقبلاً لهم من المعلمين كبار السن والمعلمين الإناث أكثر تقبلاً لهم من المعلين الذكور، وأن جمع البيانات النوعية وعلى الرغم من أهميتها لم يمكن الباحث من الإجابة عن السؤال بثقة وذلك لأن كثيراً من علامات الاستفهام الأخرى لا تزال قائمة.
وهنالك عدد قليل لم يتم الرد عليها والتي قد تكون هل الإناث أكثر تقبلاً من الذكور؟ أم أن السبب في ذلك يعود إلى أن هناك اثنين فقط من المعلمين الذكور؟ هل هناك علاقة بين موقف المعلم والعمر والجنس؟ كيف يمكن للمرء تقييم الأداء الأكاديمي للطلبة الآخرين مثل الدرجات وبيانات اختبار الإنجاز تصور المعلم؟ كيف يمكن للمرء تحديد وتقييم موقف القبول، وكيف يمكن للمرء أن يعرف أن إجراء التقييم تتصف بالصدق والثبات؟ هل تعتبر هذه المدرسة نموذجاً للمدارس الأخرى؟
إن الخطوة الآتية في عملية التحقيق تضم تعريف المتغيرات وتحديد أفضل سبل القياس، وأخيراً يحاول الباحث تطبيق الإجراءات التي من شأنها أن تبين آثار المتغيرات وتبين العلاقة بين المتغيرات المحددة في الدراسة، وبذلك يكون الباحث قد انتقل من النوعية إلى الكمية وذلك ما يسمى بنموذج التواصل ولكن يجب تطبيق الأسئلة البحثية على أرض الواقع، فمن خلال الملاحظة الصفية دخل الباحث العالم الحقيقي والعالم الطبيعي للتعليم وحاول كسب منظور من الداخل إلى طبيعة المشكلة.
وإذ كان قد لاحظ أن بعض الطلبة يتميزون بالدراسة بينما يتعثر الآخرون في الصفوف الدراسية المتكاملة والآن سقوم الباحث بمحأولة لتحديد؛ سبب حدوث هذا الفرق ويربط السبب بالجوانب التربوية والاجتماعية وعلى الرغم من وجهة النظر الشاملة هذه إلا أنه على الباحث أن يدرك أن جميع الأسئلة ذات الصلة لا يمكن الإجابة عنها في آن واحد، وبدلاً من ذلك يقوم الباحث بجمع الأدلة في وحدات ذات معنى ويحاول تحديد العلاقة بين كل وحدة جديدة من الأدلة وما هو معروف عنها في الصور العامة، وعندما يتم الانتهاء من الدراسة ويتم تحليل البيانات يصل الباحث إلى استنتاج مبدئي حول ما إذا كان من الممكن قبول الفرضية أو رفضها.
احتمال الخطأ في عملية القياس في البحوث الكمية في التربية الخاصة:
وعلى الرغم من السعي لتأكيد أو نفي العلاقة المحتملة بين تجارب المتغيرات النفسية، فإن الباحث لا ينظر إلى دراسته كما لو أنها اكتشاف للحقيقة وبدلاً من ذلك فإنه يدرك أنه على الرغم من الجهود المبذولة للسيطرة على المتغيرات الداخلية، إلا أنه قد يكون لها بعض المتغيرات الأخرى غير المتوقعة كنتائج تجريبية ويدرك الباحث أيضاً أن قدراً معيناً من الخطأ قد يرتبط بالقياس مهما كانت أساليب القياس مصممة بشكل جيد، فاختبارات الذكاء واختبارات التحصيل وقوائم التقدير والاستبيانات جميعها تعاني من مشكلات في الصدق والثبات، كما يدرك الباحث أيضاً أنه حتى لو كان هنالك أدوات فعالة للقياس فإن الحقائق تتغير مع مرور الوقت ويمكن أن تختلف من حالة إلى أخرى.
وعلى سبيل المثال من المعلم إلى آخر من فئة إلى أخرى أو من مدرسة إلى الأخرى والغرض الرئيس للباحث هو أن يكون قادراً على توقع احتمال وجود علاقة بين متغيرين تحت ظروف معينة والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، وهي من خلال التحليل الإحصائي مع وجود احتمالية للخطأ، وهنالك طريقة أخرى لإمكانية التنبؤ وهي من خلال إعادة التطبيق ومقارنة نتائج التجارب المماثلة في المتغيرات التي يتم تحليلها، وإن إعادة التطبيق الكمي تشمل إعادة ظروف تجريبية مماثلة والتلاعب بالمتغيرات ذاتها الموجودة في الدراسة السابقة إن إعادة التطبيق الكمي غالباً ما تكون صعبة، ولكن تعتبر إجراءات إعادة التطبيق النوعي أكثر صعوبة؛ وذلك بسبب المشاركة المفتوحة لأسئلة الدراسة.