دور بينيه في تطوير الذكاء للموهوبين والمبدعين:
كانت اختبارات قوة الحواس هي المحاولة الأولى لقياس الذكاء (لجالتون) ثم (كاتل)، ففي عام (1904) عين (بينيه) من قبل وزير التعليم الفرنسي لتطوير الاختبار للتعرف على الذين لا يفيدون من بقائهم في الصفوف العادية بمدارسهم ويعتبروا بطيئي التعلم، حتى يمكن عزلهم ووضعهم في صفوف خاصة لتقديم لهم برامج خاصة.
حيث وجد أن عمليات تقييم المعلمين لقدرات الطلبة تتأثر بسمات مثل الطاعة والنظافة والاناقة والمهارات الاجتماعية وغيرها، وأن بعض الأطفال وضعوا في مدارس للمتخلفين بمجرد أنهم يتصفون بالهدوء الزائد أو العدوانية الشديدة أو لأن بينو في عدة اختبارات غير ناجحة ثم بدا له أن الطلبة العاديين والضعفاء لا يختلفون بصورة خاصة في قوة قبضة اليد أو سرعة تحريك اليد لمسافة (50) سم أو قوة الضغط المسببة للألم على مقدمة الرأس أو زمن رد الفعل للأصوات أو تسمية الألوان.
وعندما بدأ بقياس القدرة على الانتباه والذاكرة والمحاكمة والاستيعاب أخذ يحصل على نتائج إيجابية إذ ميزت الاختبارات بين الأفراد الذين قدر المعلمون أنهم يختلفون في ذكائهم، ومن أهم مساهمات (بينيه) توضيح مفهوم العمر العقلي الذي يعني نمو الذكاء، وأي طفل قد يكون في المستوى العقلي المناسب لعمره، وقد يكون متقدماً أو متأخراً عن ذلك، الأطفال الذين يتعلمون بسرعة في أي مرحلة عمرية يحققون ذلك لأسباب تشمل ارتفاع معدل الذكاء لديهم.
وفي عام (1905) توصل(بينيه) بمساعدة سيمون إلى وضع أول اختبار فردي متكامل للذكاء عرف بمقياس (بينية)، وكان يشتمل على ثلاثين اختباراً فرعياً نتدرجة بشكل منتظم وفق صعوبتها، ولا يتطلب النجاح فيها خبرة معينة نتيجة برامج تعليمية محددة، وقد حصل (بينية) على معايير للاختبار من خلال عينة محددة بلغ عدد أفرادها خمسين طفلاً تراوحت أعمارهم بين سن الثالثة وسن الحادية عشر، ومفترضاً أنهم متوسط القدرة العقلية بناء على تقديرات معلميهم بالإضافة إلى عدد آخر من الأطفال المتخلفين عقلياً.
وقد نشرت صورة الاختبار المعدلة أول مرة في فرنسا عام (1908) وتميز التعديل بزيادة المدى العمري للاختبار حتى سن الثالثة عشرة وإعادة ترتيب بنود الاختبار وإعادة تقنية على عينة بلغت (203) طفلاً، أما التعديل الذي أجراه (بينيه) بمفرده عام (1911) فقد شمل إعادة ترتيب الاختبارات وزيادة عددها لتصبح (54) اختباراً ومع أن بنود الاختبارات اشتملت على كثير من المهمات المتنوعة إلا أن (بينه وسيمون) اعتبرا الذكاء سمة عامة وعرفاه بداية على أنه القدرة على التكيف بفاعلية مع المحيط.