معايير المدارس الحاضنة لصفوف الطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


المدارس الحاضنة لصفوف الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

تمثل البيئة المدرسية والفصل الدراسي للإطار العام الذي يتم من خلال دمج المكونات المختلفة والمتعددة للعملية التعليمية، وتؤكد العديد والكثير من الدراسات أن نسبة الانسجام والتكامل بين هذه العناصر تتأثر بشكل مباشر بالسمات العامة للبيئة المدرسية والفصل، ولأن مهمة المدارس الخاصة بالموهوبين أو الحاضنة بالنسبة لهم، حيث يمكن تلخيص مساعدتهم على بلوغ أقصى أداء في حدود طاقاتهم وقدراتهم العقلية والإبداعية عن طريق توفير كل الوسائل اللازمة لتلبية احتياجاتهم التي يصعب وجودها في المدارس العادية.

وكان من الضروري أن تؤخذ بعين الاعتبار مجموعة من المعايير والمواصفات التي ينبغي ويجب توافرها بدرجة معقولة في تصميم مباني هذه المدارس وفصولها وقاعاتها ومختبراتها ومشاغلها ومرافقها وساحاتها الداخلية والخارجية، وتأثيثها وتجهيزاتها من مصادر التعلم والتقنيات وشبكات الاتصال الداخلية والخارجية بحيث تناسب الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

بالإضافة إلى تزويدها بقيادات إدارية وكوادر تعليمية على مستوى متميز  وخاص وفريد من حيث المؤهلات العلمية والخبرات التربوية، حتى تتمكن من تحقيق رسالتها والأهداف والغايات التي أنشئت أو اختيرت من أجلها.

معايير المدارس الحاضنة لصفوف الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- المختبرات العلمية والمشاغل الفنية:

تؤدي المختبرات العلمية والمشاغل الفنية دوراً مهماً في تعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين في المرحلتين المتوسطة والثانوية بشكل خاص؛ لأنها تهيء لهم فرصاً مبكرة للاكتشاف والابتكار في مجالات العلوم المختلفة إذا توافرت الأجهزة والمواد والأدوات المخبرية المناسبة والملائمة للطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وأيضاً تقوم المختبرات العلمية والمشاغل الفنية بتقوية دافعيتهم وتنمي مهاراتهم في وضع الفرضيات، وتصميم التجارب العلمية تنفيذها وملاحظة نتائجها للتحقق من مدى صحة هذه الفرضيات حسب المنهجية العلمية، وتنفيذها وملاحظة نتائجها للتحقق من مدى صحة هذه الفرضيات التجارب العلمية وتنفيذها وملاحظتها نتائجها للتحقق من مدى صحة هذه الفرضيات حسب المنهجية العلمية.

ويضاف إلى ذلك أن المختبرات العلمية والمشاغل الفنية تقوم بتعميق الفهم وتنمي التفكير العلمي والتجارب لديهم، وتكسب خبراتهم في المختبرات والمشاغل معنى وقيمة؛ لأنها تجمع بين النظريات والقوانين العلمية وتطبيقاتها في حياتهم العملية.

أما المشاغل الفنية المزودة بالمعدات وآلات التصميم والقص واللحام والنجارة، فإنها ضرورية لتنمية مهارات العمل اليدوي وحل المشكلات، وتصميم الأجهزة والتجارب العلمية والنماذج المصغرة للمشاريع الكبرى التي يخططون لتنفيذها.

ويمكن تقييم مدى مطابقة تصميم ومحتويات المختبرات والمشاغل، وإجراءات وتجهيزات الأمن والسلامة فيها عن طريق إعداد قائمة بالمعايير العالمية وتحويلها إلى مقياس تقدير من عدة مستويات، وعلى أن يقوم مختص بفحصها وتقدير مستوى جودتها وملاءمتها لكل مرحلة دراسية.

2- مركز مصادر المعلومات “المكتبة”:

يعتبر مركز مصادر المعلومات أو المكتبة من المكونات الأساسية لمدارس الموهوبين والمتفوقين أو المدارس الحاضنة لهم؛ نظرا لأن الخطط الدراسية والمناهج الإثرائية للموهوبين تتضمن متطلباً حيوياً من جانب الطلبة يتمثل في تكليفهم بدراسات مستقلة وإجراء بحوث فردية وجمعية.

كما أن المعلمين يحتاجون في إعدادهم لخططهم إلى توافر مراجع و مواد متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية، وحتى يؤدي مركز مصادر المعلومات دوراً فاعلاً في تسهيل وإثراء عمليات التعليم والتعلم في الجوانب التربوية والعلمية والثقافية.

ويجب أن يتوافر في مركز مصادر المعلومات المكتبة مجموعة من المعايير الكمية والنوعية المتعلقة بالموقع والمساحة والأثاث والتجهيزات، والمواد المكتبية الورقية والإلكترونية والكادر الإداري بالنسبة إلى عدد الطلبة، بالإضافة إلى شروط التهوية والإضاءة.

ويمكن تقييم مركز مصادر التعلم بتطوير مقیاس تقدير من ثلاثة مستويات، يتضمن فقرات مشتقة من قوائم المواصفات والمعايير العالمية لتقييم مستوى جودة المواد والتسهيلات المتوافرة فيه.

3- خدمات الإرشاد الطلابي:

حيث يمكن تصنيف الطلبة الموهوبين والمتفوقين ضمن الفئات التي تندرج ضمن مجتمع ذوي الحاجات الخاصة من الناحيتين التربوية والإرشادية، وقدمت الدراسات أدلة وشواهد ساطعة على إثبات حاجات اجتماعية وعاطفية لهم تختلف عن الطلبة العاديين.

كما أظهرت عدم مناسبة أو عدم الملائمة في المدارس العادية للمنهاج المدرسي العادي في المدارس العادية، وعدم استجابة للطبيعة المدرسية العامة الذي يظهر عليها طبيعة البرود وعدم المبالاة نحو الطالب الموهوب والمتفوق، وبالتالي مضيعة (50%) من الوقت أو أكثر من وقت المدرسة دون فائدة تذكر لمن تبلغ نسبة ذکائهم (140) فأكثر، ووجود فراغ أو تدرج بين مستويات نموهم العقلي والعاطفي الاجتماعي، حيث يتم تطور النمو  العقلي بسرعة أكبر.

وقد ترتب علی ذلك احتمال معاناتهم من مشكلات في تكيفهم الاجتماعي والأكاديمي في المدارس العادية، وصفت المشكلات التي يعاني منها الطلبة  الموهوبين والمتفوقين في ثلاث مجموعات هي مشکلات ذات طابع معرفي يترتب عليها في التحصيل المرسي، ومشکلات ذات طابع انفعالي يترتب عليها عدم التكيف الاجتماعي، ومشکلات ذات طابع مهني يترتب عليها صعوبات في اختيار التخصص الدراسي.

وبناء عليه فإن خدمات التوجيه والإرشاد تمثل ضرورة وحاجة لمدارس الموهوبين والمتفوقين عن التصدي لها من قبل مرشدين مختصين، وفق مبادئ وأسس متفق عليها من شأنها مساعدتهم على إطلاق طاقاتهم  إلى أقصى حد ممكن، ومن ثم فإن معايير اختيار المدارس الحاضنة للطلبة الموهوبين والمتفوقين ينبغي أن تراعى هذا الجانب الذي يكتسب أهمية قصوى في برامج رعايتهم.

4- الخدمات المساندة:

لا تقتصر الخدمات المساندة التي تقدمها مدارس الطلبة الموهوبين والمتفوقين على الأنماط المتعارف عليها في المدارس العادية كوسائل نقل الطلبة ووجود مقصف وعيادة تديرها ممرضة أو مرض، وثم تتجاوزها لتشمل مركزاً للرعاية الصحية المدرسية بإشراف طبيب مقيم أو بدوام جزئي مع ممرضة مقيمة، وأطباء اختصاص يقومون بكشف دوري في مجال اختصاصهم.

وأيضاً من الخدمات المساندة مركز مزود بأجهزة اللياقة البدنية، وصالة للترفيه والألعاب الذهنية أو الذكية، وصالة الطعام ومركز لبيع القرطاسية والأدوات المدرسية، ومركز للاستعلامات والاتصال، وصالة للانتظار وغيرها من الخدمات الضرورية الداعمة لبرامج هذه المدارس والجاذبة لطلبتها في أيام الدوام الاعتيادية، وأيام النشاطات المفتوحة، ويمكن تقسيم هذه الخدمات المساندة من خلال تطوير قائمة شطب ومقیاس تقدير للتحقق من توافرها وجودتها للطلبة الموهوبين والمتفوقين.

5- تقنيات المعلومات والاتصالات:

تتميز المدارس الخاصة بالطلبة الموهوبين والمتفوقين أو الحاضنة لهم، بالاستخدام المكثف لأحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات في مختلف جوانب عمليات التعلم والتعليم والإدارة، وتقدم من خلال هذه التقنيات فرصة لطلبتها، وبخاصة في مستوى المرحلة الثانوية.

وأيضاً معلمين الطلبة الموهوبين والمتفوقين يكونون على اتصال بقواعد البيانات والمعلومات والمنشورات لدى العديد من المكتبات لعامة، والجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية والاقتصادية والتربوية، كما توفر تقنيات هذه المدارس فرصاً للتعلم عن بعد عن طريق التواصل المرئي والمسموع مع خبراء، ومتخصصين في المجالات المختلفة لبرامجها ونشاطاتها الصفية وغير الصفية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تقدم خدمات وبرامج مهنية وتربوية للمعلمين والمدارس في المجتمع المحلي وعلى المستوى الوطني عن طريق مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

إن برامج تعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين تتطلب تسهيل عمليات البحث والاستقصاء والدراسة المستقلة أو التعلم الفردي، والربط المباشر بين خبرات التعلم المدرسي والمشكلات الواقعة أو المستقبلية التي ترافق التغيرات المتسارعة في عصر العولمة والاقتصاد المعرفي.

وأيضاً تنمي لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي، وحتى تتمكن مدارسهم من القيام بهذا الدور، لا بد أن تتوافر لديها بنية تحتية متكاملة من الشبكات والتجهيزات التقنية والتقدم الفني في الفصول الدراسية والمختبرات والمشاغل، وفق مواصفات ومعايير محددة لضمان فاعليتها وحسن استثمارها من قبل الطلبة الموهوبين والمتفوقين والمعلمين، لتحقيق الأهداف المرجوة.

ويمكن تقييم هذا الجانب من تقنيات المعلومات والاتصالات من خلال تطوير قائمة شطب للتحقق من توافر جميع العناصر المتعلقة بتقنيات المعلومات والاتصالات، ومقياس تقدير من ثلاثة مستويات، يتضمن فقرات مشتقة من قوائم المواصفات والمعايير العالمية لتقييم درجة جودتها.

6- المبنى المدرسي وملحقاته:

ترتبط جودة التعليم بشكل عام بطبيعة المبنى المدرسي، من حيث الموقع والتصميم والمرافق الصحية والرياضية والترفيهية، والمساحات المتاحة لكل طالب في الفصول والمختبرات والقاعات متعددة الأغراض والمسرح، والمظلات الداخلية والخارجية، وتجهيزات الأمن والسلامة، والتهوية والإضاءة والتكييف، وغيرها من العوامل التي تناسب الطالب الموهوب والمتفوق.

أما بالنسبة للطلبة الموهوبين المتفوقين فإن توافر هذه العوامل في المباني المدرسية أكثر أهمية لممارسة النشاطات غير الصفية، وتلبية احتياجاتهم والكشف عن إبداعاتهم وتنمية تفكيرهم وصقل شخصياتهم، وذلك نظراً لأنها تتيح لهم فرصاً أو مواقف لقضاء ساعات أطول دون ملل في البحث والتفاعل والحوار  والنقاش فيما بينهم من جهة ومع الكوادر الإدارية والتعليمية من جهة أخرى.

ويمكن تقييم هذه العوامل من خلال تطوير قائمة شطب للتحقق من توافر جميعا لعناصر المتعلقة بالمبنى المدرسي، ومقياس تقدير من ثلاثة مستويات، يتضمن فقرات مشتقة من قوائم المواصفات والمعايير العالمية لتقييم درجة جودتها من حيث ملائمتها للطلاب الموهوبين والمتفوقين.


شارك المقالة: