مراحل الكشف والاختيار للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


تعد طريقة تحدي الطلبة الموهوبين والمتفوقين والكشف عنهم تكون بمثابة المدخل الرئيسي لأي مشروع أو برنامج، وتهدف عملية الكشف على تحديد طرق رعايتهم واستثمار طافاتهم، وهي عملية مهمة جداً لأنه يترتب عليها اتخاذ قرارات قد تكون لها أثار خطيرة ويصنف بموجبها طالب على أنه موهوب بينما يصنف آخر على أنه غير موهوب.

ونظراً لأهمية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين لا تخلو الكتب أو المرجع المتخصص في مجال علم نفس الموهبة أو تعليم الموهوبين والمتفوقين من الكتب أو المقالات لأهميتها، ولا تخلا قضية الكشف عن هؤلاء الطلبة الموهبين والمتفوقين والتعرف عليهم، ومن وجهة نظر أخرى فإن نجاح أي برنامج تعليم للطلبة الموهوبين والمتفوقين يحتاج إلى الدقة بشكل كبير وتعد آلية الكشف عنهم وسلامة المراحل التي اتبعت في اختيارهم.

مراحل الكشف والاختيار للموهوبين والمتفوقين:

  • مرحلة الاستقصاء الترشيح والتصفية:تبدأ آلية الكشف أو التعرف عن الطالب الموهوب والمتفوق عن طريق إصدار تقرير عن بدء مرحلة الاستصقاء الترشيح؛ وتهدف مرحلة الترشيح إلى تطوير ما يسمى في بالمراجع الإنجليزية المتخصصة (Talent Pool) وهي  مجموعة الطلبة الموهوبين والمتفوقين يتم ترشيحهم من قبل المعلمين وأولياء الأمور، وعلى أمل أن يجتازوا معايير الاختيار المحددة والانظمام  إلى برنامج خاص على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليمية أو الدولة.و عادة ما ترتكز عملية الترشيح إلى مبادئ أو شروط تختلف من يرنامج إلی أخر، وقد تم تحديدها من قبل إدارة البرنامج لتسهيل مهمة المعلمين وأولياء الأمر في إصدار الأحكام  وترشيح مستنيرة، ولا يجوز أن يكون الأمر بدون تقنين؛ لأن المعلمين كما تشير العديد من الدراسات إلى أنهم يميلون إلى إصدار أحكام على الطلبة الذين يتمتعون بصفات يميلون لها كالاستجابة والمشاركة والنظافة والترتيب والصحة وغير، ذلك من صفات التوافق مع روتين الفصل والمدرسة.

    أما بالنسبة إلى أولئك الذين يوصفون عادة بالمشاغبين أو مثير الشغب و المتاعب أو المشكلات (Troublemakers)  حيث لا يتم ترشيحهم من قبل المعلمين، على الرغم من الاحتمالات القوية ليكونوا موهوبين، و على الرغم من أن الموهوبين هم الأقرب طلابهم والأكثر دراية بعناصر ونقاط القوة والضعف لهم وبحكم اتصالهم الدائم بهم، إلا أن فاعلية ودقة الدرجة المئوية في ترشيح الطلبة الموهوبين والمتفوقين بالفعل لم يتجاوز (50%).

    وحيث لا يتوفر بديل عملي في تحديد عملية الكشف عن الموهوب والمتفوق أكثر فاعلية ومنطقية من ترشيحات المعلمين، فلا مهرب من البحث في آلية تحسين درجة فاعلية المعلمين في ترشييحهم، ومن الطرق التي تساعد على رفع فاعلية عملية الترشيح استخدام نموذج واضح يتكون من البنود والقيد، حيث يكون  أكبر قدر من المعلومات الموضوعية والذاتية التي تؤيد قرار الترشيح وتدعمه.

    وقد يكون محتوى النموذج الترشيح مثل معلومات شخصية تعبأ من قبل الطالب أو الأهل، وسجل التحصيل الدراسي يعبأ من قبل إدارة المدرسة، وسجل الهوايات والنشاطات يعبأ من قبل المعلم أو الطالب والأهل، ومبررات الترشيح يعبأ من قبل المعلم والأهل وجهة الترشيح، حيث يمكن الاسترشاد بهذا النموذج في تصميم نماذج ترشيح تنسجم مع طبيعة البرامج المتنوعة.

    وكما يمكن ملاحظة في بند سجل التحصيل الدراسي فقد صمم لرصد العلامات المدرسية، وعلى مدى أخر ثلاث سنوات قبل التحاق الطالب المرشح بالبرنامج الذي يقبل الطلبة في الصف العاشر
    الأول الثانوي في بعض الدول، ويمكن الاستدلال على التفوق في التحصيل المدرسي عن طريق مراجعة سجل الطالب التحصيلي في السنوات السابقة، وملاحظة مؤشرات الثبات والاطراد في التفوق الدراسي، وعناصر القوة أو الضعف إن وجدت في المواد الدراسية المختلفة.

    وأيضاً يبقى أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهي  عدد الطلبة الذين يمكن اختيارهم أو ترشيحهم في مرحلة الاستسقاء، ومن المهم  على القائمون على برنامج الترشيح لتعلم الطالب الموهوب والمتفوق وتهيئته قبل البدء بالآلية الترشيح، وإن معالجة هذه نقطة تحتاج الإجابة عن عدد من الأسئلة أهمها وكم يبلغ عدد الطلبة الإجمالي في صفوف المدرسة أو المدارس التي يلخصها البرنامج؟ وكم يبلغ الحد الأقصى لعدد الطلبة الذين يمكن أن يستو عبهم البرنامج؟

    وأيضاً ما نوع الاختبارات التي  يمكن تطبيقها على المرشحين في المرحلة التالية؟ وهل يمكن اختبار كل المرشحين الذين يحققون مستوى معين مسبقاً من الأداء على الاختبارات اللاحقة؟ أم هل سيتم اختيار عدد محدود من أفضل المرشحين أداء على الاختبارات.

    تتمثل الإجابة عن هذه الأسئلة بمثابه المفتاح لحل المشكلات  الإجرائية المتعلقة بعدد الطلبة الذين يمكن  انضمامهم لبرنامج الترشيح، وفي أي حال يمكن أن تتباين نسبة الطلبة المرشحين ما بين (3%- 20%) من المجتمع، فإذا كان العدد الإجمالي للطلبة (800) مثلاً، فإنه يمكن ترشيح (60) طالباً طالبة بواقع 20% من العدد الإجمالي.

    أما إذا کان العدد الإجمالي لمجتمع الطلبة المتقدمين لبرنامج الترشيح (1000) وأكثر، فإن نسبة الذين يمكن اختيارهم لا تتتعدى (3%)، وأيضاً نسب المدارس الخاصة على معيار الدولة أو الأقليم، ويقترح (جانييه) وغيره أن تكون الدرجة ما بين (10%-20%) من مجتمع الطلبة بينما يقترح أخرين حصرها ما بين (3%_ 5%).

  • مرحلة الاختبارات والمقاييس:

    تهدف مرحلة الاختبارات إلى الحصول على عدد كبير  من المعلومات الموضوعية التي توفرها نتائج الاختبارات التي تكون بين يدي المنسقين لبرنامج التعليم للطالب الموهوب والمتفوق، ومن أجل إصدار الأحكام السليمة التي يمكن تبريرها وقياسها.ومن الجانب العملية فإن هذه المرحلة تعمل على تخفيض عدد الطلبة الذين تم اختيارهم في المرحلة الأولى بدرجة معينة، وتختلف من برنامج إلى أخر  عن تلك في ضوء عدد المرشحين والعدد الأقصى الذي يمكن قبوله منهم.ويمكن تقصيم الاختبارات المستخدمة في الكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق إلى خمس فئات، وهي اختبارات الذكاء الفردية والجماعية واختبارات الاستعداد الدراسي والأكاديمي واختبارات التحصيل الدراسي اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي.

فاعلية ترشيح المعلمين في عملية الكشف:

  • تدريب المعلمين وتحضيرهم للقيام بعملية الترشيح وذلك من خلال تبيين الأهداف لعملية الترشيح والتعريف الإجرائي للموهبة والتفوق، ومراجع المعلومات التي يكون بحاجتها المعلم وكيفية تقييم السمات السلوكية في مقاييس التقدير.
  • تزويد حصيلة المعلم بالاجراءات والأدوات اللازمة لكتابة المعلم ملاحظاته وما يشاهدوه والتعبير عن أحكامهم التي تتعلق بشروط الترشيح للطلبة الموهوبين والمتفوقين.
  •  ترشيح المعلمين الذين يميزون ولديهم معرفة كافية بالطلبة حق المعرفة، وربما يكون من المناسب لو تمت هذه العملية على شكل دراسة حالة، حيث يتم اشتراك الهيئة التدريسية التي تتكون من  المعلمين والمرشد التربوي ومدير المدرسة بعد أن يطلعوا على أهداف البرنامج ومناهجه ومراحل عملية الاختيار.

شارك المقالة: