اقرأ في هذا المقال
- ما المقصود بتعدد اللغات؟
- ثنائية اللغة وتعدد اللغات
- تعدد اللغات والولايات المتحدة الأمريكية
- اكتساب اللغة وتعدد اللغات
- تعدد اللغات في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية
ما المقصود بتعدد اللغات؟
تعدد اللغات أو التعددية اللغوية هي قدرة المتحدث الفردي أو مجموعة المتحدثين على التواصل بشكل فعال بثلاث لغات أو أكثر. وعلى النقيض من أحادية اللغة، والتي تعني القدرة على استخدام لغة واحدة فقط.
يُعرف الشخص الذي يمكنه التحدث بعدة لغات بأنه متعدد اللغات أو متعدد اللغات، كما تُعرف اللغة الأصلية التي يكبر الشخص ويتحدث بها كلغته الأولى أو لغته الأم. حيث يُطلق على الشخص الذي تربى ويتحدث لغتين ثنائي اللغة في وقت واحد.
ثنائية اللغة وتعدد اللغات:
تدرس الأبحاث المتعلقة بثنائية اللغة وتعدد اللغات في الوقت الحالي بالتشديد على التمييز الكمي بين التعددية اللغوية وثنائية اللغة وزيادة التعقيد والتنوع في العوامل التي ينطوي عليها اكتساب واستخدام أكثر من لغتين، وذلك وفقًا لدراسات أجريت من قبل عدد من علماء اللغة وفي الأعوام التالية (Cenoz 2000؛ Hoffmann 2001؛ Herdina and Jessner 2002).
وبالتالي يُشار إلى أنه لا يقتصر الأمر على امتلاك متعددي اللغات ذخيرة لغوية شاملة أكبر فحسب، بل إن نطاق المواقف اللغوية التي يمكن لمتعددي اللغات المشاركة فيها واتخاذ الخيارات اللغوية المناسبة أكثر شمولاً. كما تشير هيردينا وجيسنر إلى هذه القدرة على أنها فن يتمتع به متعدد اللغات لتحقيق التوازن بين متطلبات التواصل مع موارد اللغة، وقد قيل أيضًا إن هذه القدرة الأوسع المرتبطة باكتساب أكثر من لغتين معتمدة للتمييز بين متعددي اللغات من حيث النوعية.
فيبدو أن التمييز النوعي يكمن في مجال الاستراتيجيات، فعلى سبيل المثال، يشير كيمب في عام 2007 إلى أن استراتيجيات التعلم بين المتعلمين متعددي اللغات تختلف عن تلك الخاصة بالطلاب أحاديي اللغة الذين يتعلمون لغتهم الأجنبية الأولى.
تعدد اللغات والولايات المتحدة الأمريكية:
يعد تعدد اللغات أمرًا متداول ليس فقط في أوروبا ولكن أيضًا في بقية العالم بشكل قد يكون مبالغًا فيه. وغالبًا ما يكون القلق بشأن الضعف اللغوي المفترض في الولايات المتحدة الأمريكية مصحوبًا بالادعاء بأن أحادي اللغة يشكلون أقلية صغيرة في جميع أنحاء العالم.
حيث زعمت عالمة اللغة في أكسفورد سوزان روماين أن ثنائية اللغة والتعدد اللغوي “ضرورة طبيعية وغير ملحوظة للحياة اليومية لغالبية سكان العالم”. ومع الانتباه إلى الممارسات اللغوية للشباب في المناطق الحضرية نرى تعدد اللغات أمرًا شائعًا، حيث يخلق الشباب معاني بمخزونهم اللغوي المتنوع.
كما نرى الشباب وأولياء أمورهم ومعلميهم يستخدمون مجموعة انتقائية من الموارد اللغوية لإنشاء ومحاكاة ساخرة وللعب وإجراء المسابقات الشبابية والمساومة والتفاوض بطريقة أخرى على عوالمهم الاجتماعية، فكانت هذه دراسة أجروها علماء اللغة أدريان بلاكليدج وأنجيلا كريس.
اكتساب اللغة وتعدد اللغات:
تتمثل إحدى وجهات النظر في وجهة نظر عالم اللغة نعوم تشومسكي فيما يسميه جهاز اكتساب اللغة البشرية، وهي آلية تمكن الفرد من إعادة صياغة القواعد وبعض الخصائص الأخرى للغة التي يستخدمها المتحدثون حول المتعلم بشكل صحيح. حيث يعد هذا الجهاز وفقًا لتشومسكي يتلاشى بمرور الوقت، ولا يكون متاحًا في العادة بحلول سن البلوغ، والذي يستخدمه لشرح النتائج السيئة التي يعاني منها بعض المراهقين والبالغين عند تعلم جوانب لغة ثانية (L2).
إذا كان تعلم اللغة عملية معرفية وليس جهازًا لاكتساب اللغة كما يقترح اللغوي ستيفن كراشين، فلن يكون هناك سوى اختلافات نسبية وليست فئوية بين نوعي تعلم اللغة. كما يقتبس اللغوي رود إليس من بحث وجد أنه كلما تعلم الأطفال في وقت مبكر لغة ثانية كان ذلك أفضل من حيث النطق.
تقدم المدارس الأوروبية عمومًا دروسًا في اللغات الأجنبية لطلابها في وقت مبكر، نظرًا للترابطها مع الدول المجاورة بلغات مختلفة. كما يدرس معظم الطلاب الأوروبيين الآن لغتين أجنبيتين على الأقل، وهي عملية شجعها الاتحاد الأوروبي بشدة.
دراسات في اكتساب اللغة:
دراسة آن فاثمان:
استنادًا إلى البحث في العلاقة بين العمر والقدرة الإنتاجية للغة الثانية من تأليف آن فاثمان، هناك فرق في معدل تعلم مورفولوجيا اللغة الإنجليزية وبناء الجملة وعلم الأصوات بناءً على الاختلافات في العمر، ولكن لا يغير هذا الأمر صعوبة اكتساب وتعلم اللغة الثانية مع تقدم العمر.
دراسة روبرت كابلان:
عند دراسة اللغة الثانية في المدارس سيواجه الطلاب عادة صعوبات في التفكير في اللغة المراد تحدثها؛ وذلك لأنهم يتأثرون بلغتهم الأم وأنماط ثقافتهم. كما يعتقد اللغوي روبرت كابلان أنه في دروس اللغة الثانية تكون ورقة الطالب الأجنبي خارج نطاق التركيز؛ وذلك لأن الطالب الأجنبي يستخدم الخطابة وتسلسلًا من الأفكار التي تنتهك توقعات القارئ الأصلي، فهم يستخدمون اللغة الأجنبية ولكن يطبقون عليها قواعد لغتهم الأم.
كما لا يزال الطلاب الأجانب الذين أتقنوا التراكيب النحوية يظهرون عدم القدرة على تأليف مواضيع مناسبة وأوراق بحثية وأطروحات باستخدام اللغة الأجنبية. حيث يصف اللغوي روبرت كابلان كلمتين رئيسيتين تؤثران على الأشخاص عندما يتعلمون لغة ثانية. فيعد المنطق في المعنى الشعبي وليس المعنى المنطقي للكلمة وهو أساس البلاغة والذي يتطور من الثقافة والخطاب، ولكنه يختلف من ثقافة إلى أخرى وحتى من وقت لآخر داخل ثقافة معينة.
فقد يواجه الأشخاص الذين يتعلمون لغات متعددة أيضًا نقلًا إيجابيًا، وهي العملية التي يصبح من السهل تعلم لغات إضافية إذا كانت قواعد اللغة أو مفرداتها مماثلة للغاتهم الأم. ومن ناحية أخرى قد يواجه الطلاب أيضًا انتقالًا سلبيًا، وهو تدخل من اللغات التي تم تعلمها في مرحلة مبكرة في حياتهم أثناء تعلم لغة جديدة في وقت متأخر في الحياة.
تعدد اللغات في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية:
البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية وفقًا للغوي ستيف هويت في عام 2008، يستخدم رواد الأعمال في لندن أو بولندا أو الصين أو تركيا اللغة الإنجليزية بشكل أساسي للتواصل مع العملاء والموردين والبنوك، ولكن لغتهم الأم تستخدم لمهام العمل والأغراض الاجتماعية. وحتى في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية لا يزال المهاجرون قادرون على استخدام لغتهم الأم في مكان العمل بفضل المهاجرين الآخرين من نفس المكان.
فيصف اللغوي كوفاكس في عام 2004 هذه الظاهرة في أستراليا مع المهاجرين الفنلنديين في صناعة البناء الذين يتحدثون الفنلندية خلال ساعات العمل. ولكن على الرغم من إمكانية استخدام اللغات الأجنبية في مكان العمل إلا أن اللغة الإنجليزية لا تزال مهارة عمل يجب معرفتها.
آسيا واللغة الإنجليزية:
مع تحول الشركات إلى العالمية فإنها تركز الآن أكثر فأكثر على مستوى اللغة الإنجليزية لموظفيها، خاصة في كوريا الجنوبية، فمنذ التسعينيات تستخدم الشركات اختبارات مختلفة للغة الإنجليزية لتقييم المتقدمين للوظائف والمعايير في تلك الاختبارات تعمل باستمرار على ترقية مستوى اللغة الإنجليزية الجيدة.
وفي الهند من الممكن الحصول على تدريبات عديدة لاكتساب اللغة الإنجليزية، حيث ارتفع عدد مراكز الاتصال الخارجية في الهند في العقود الماضية. وفي الوقت نفسه تحتل اليابان المرتبة 53 من بين 100 دولة في مؤشر (EF) لإتقان اللغة الإنجليزية لعام 2019، وهذا يدل على أنها بلد متعددة اللغات.
أفريقيا واللغة الإنجليزية:
ليس فقط في الشركات متعددة الجنسيات تعتبر اللغة الإنجليزية مهارة مهمة، ولكن أيضًا في الصناعة الهندسية وفي المجالات الكيميائية والكهربائية والطيران. حيث أظهرت دراسة أجراها هيل وفان زيل في عام 2002 أن المهندسين السود الشباب في جنوب أفريقيا يستخدمون اللغة الإنجليزية في أغلب الأحيان للتواصل والتوثيق. ومع ذلك تم استخدام اللغة الأفريكانية واللغات المحلية الأخرى أيضًا لشرح مفاهيم معينة للعمال من أجل ضمان التفاهم والتعاون.
أوروبا واللغة الإنجليزية:
في أوروبا نظرًا لأن السوق المحلي مقيد بشكل عام، فإن التجارة الدولية هي المعيار الأساسي لتحدث اللغة الإنجليزية. ولكن لا توجد لغة سائدة في أوروبا (حيث يتم التحدث باللغة الألمانية في ألمانياوالنمساوسويسرا وليختنشتاين ولوكسمبورغ وبلجيكا والفرنسية في فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وسويسرا والإنجليزية في المملكة المتحدة وأيرلندا ومالطا).
ولكن في معظم الأحيان تُستخدم اللغة الإنجليزية كلغة تواصل ولكن في بلدان أوروبية متعددة اللغات مثل بلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ وإسبانيا، فمن الشائع أن ترى الموظفين يتقنون لغتين أو حتى ثلاث من هذه اللغات.
حيث تعد بعض اللغات مثل الدنماركية والسويدية والنرويجية والصربية والكرواتية والسلوفانية أو التشيكية والسلوفاكية قريبة جدًا من بعضها البعض، لدرجة أنه من الشائع بشكل عام عند الاجتماع استخدام لغتهم الأم بدلاً من اللغة الإنجليزية.
اللغة الإنجليزية في العصر التشيكوسلوفاكي واليوغوسلافي:
خلال العصر التشيكوسلوفاكي اعتادت اللغة التشيكية والسلوفاكية أن تكون نفس اللغة لكن بلهجتين مختلفتين، وكذلك خلال العصر اليوغوسلافي، كانت اللغة الكرواتية والصربية والبوسنية والجبل الأسود لغة واحدة ذات لهجات أكثر. فبعد تفكك يوغوسلافيا، أنشأت كل دولة لغتها الرسمية من لهجتها.
حيث كان اسم اللغة الأصلية يطلق عليه الصربية الكرواتية، في الشكل المنطوق لا يوجد فرق تقريبًا بين الصربية والكرواتية، وفي الشكل مكتوب يستخدم الصرب اللاتينية السيريلية والكرواتية.
الاتحاد الأوروبي واللغة الإنجليزية:
أتاح توسع الاتحاد الأوروبي بسوق العمل المفتوح فرصًا لكل من المهنيين المدربين جيدًا والعمال غير المهرة للانتقال إلى بلدان جديدة للبحث عن عمل، كما أدت التغيرات السياسية والاضطرابات إلى الهجرة وخلق أماكن عمل متعددة اللغات جديدة تمامًا وأكثر تعقيدًا.
وفي معظم البلدان الغنية والآمنة، يتواجد المهاجرون في الغالب في وظائف منخفضة الأجر، ولكن هناك البعض منهم يشغلون مناصب رفيعة المستوى، إذا كانوا يتمتعون بمستوى تعليمي جيد.