البحوث التجريبية في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


البحوث التجريبية في التربية الخاصة:

تحدد البحوث التجريبية الأشخاص الذين سوف يتلقون العلاج ومتى يتلقونه، إنها تعكس الاختيار والتعيين وظروف العلاج وأساليب القياس، والمشكلة البحثية تكون قيد السيطرة والضبط وتوجه العملية من خلال أسئلة الدراسة، وإن البحوث التجريبية هي النوع الوحيد من البحوث الذي يمكنه اختبار الفرضيات لإقامة علاقات السبب والنتيجة، كما أنه يمثل سلسلة قوية من التفكير حول الروابط بين المتغيرات، إن الباحث في البحوث التجريبية يعالج متغيراً مستقلاً واحداً على الأقل ويسيطر على المتغيرات الأخرى ذات الصلة، ويلاحظ تأثير المتغيرات ويعمل على انتقاء وتحديد مجموعات العلاج.
إن عدم الثبات في المتغير المستقل هو السمة الأساسية التي تميز البحوث التجريبية عن غيرها من أنواع البحوث، ويسمى أيضاً بمتغير العلاج والسببية أو المتغير التجريبي، فهو يعالج أو يحدد الفروق تشمل المتغيرات المستقلة في البحوث الخاصة في المجال التربوي على طريقة التعليم ونوع التعزيز وترتيب بيئة التعلم ونوع المواد التعليمية ومدة العلاج، ويعتبر المتغير التابع ويسمى أيضاً بالمتغير المعياري متغير التأثير أو المتغير البُعدي بأنه الذي يمثل نتائج الدراسة التي تبين التغيير أو الفرق في المجموعات التي تحدث نتيجة المتغير المستقل، ويسمى بالتابع لأنه يعتمد على المتغير المستقل.
ويمكن قياس المتغير التابع من خلال الاختبارات الكمية، على سبيل المثال: حضور عدد مرات الإيقاف وقت المهام والمأخذ الوحيد والانتقاد على المتغير التابع، وهو أنه يجب أن يمثل نتائج قابلة للقياس تعتبر البحوث التجريبية الأكثر تنظيماً بين جميع أنواع البحوث إذا ما أجريت بشكل جيد، وتعطي الدراسات التجريبية أكثر الأدلة المتعلقة بالعلاقات بين السبب والنتيجة صحة وتعتبر التوقعات على أساس النتائج التجريبية الأكثر عالمية، فإنه من غير المألوف لدراسة تجريبية واحدة أن تعمل على تعميم النتائج؛ لأن الدراسة الواحدة محددة في السياق والمشاركة، ومع ذلك فإن الدراسة المكررة التي تشمل سياقات ومشاركات مختلفة غالباً ما تُنتج نتائج الأسباب والنتيجة التي يمكن تعميمها على نطاق واسع.

ما هي خطوات الدراسة التجريبية في التربية الخاصة؟

إن الخطوات في الدراسة التجريبية هي نفسها في أنواع البحوث الأخرى، وتشمل اختيار وتحديد المشكله واختيار المشاركين وأدوات القياس وإعداد خطة البحث وتنفيذ الإجراءات وتحليل البيانات وصياغة الاستنتاجات، وتسترشد الدراسة التجريبية بواسطة فرضية واحدة على الأقل تشير إلى وجود علاقة سببية بين متغيرين متوقعين وتجري التجربة لاختبار الفرضية التجريبية بالإضافة إلى ذلك، فإن الباحث يبدأ بالعمل منذ البداية من حيث اختيار المجموعات واتخاذ قرار بشأن كيفية تخصيص العلاج للفئات والسيطرة على المتغيرات الداخلية وقياس تأثير العلاج في نهاية الدراسة.
ومن المهم أن نلاحظ أن الباحث التجريبي يتحكم بكل من الاختيار وتحديد المشاركين فهو يختار المشاركين من المجتمع نفسه عشوائياً، ومن ثم يخضع هؤلاء المشاركين لظروف مختلفة، وتعتبر القدرة على اختيار وتحديد المشاركين بشكل عشوائي وتسمى أيضاً التلاعب في العلاج عاملاً مهماً فيه السمة التي تميزها عن البحوث السببية النسبية بالبحوث التجريبية تعتمد على الاختيار العشوائي فقط وليس التحديد، وذلك لأن التحديد العشوائي للعلاج من المجتمع الواحد غير ممكن في الدراسات السببية النسبية، ويتم الحصول على المشاركين في الدراسات السببية المقارنة من مجتمع قائم بالفعل تنطوي التجربة عادة على مقارنة بين مجموعتين على الرغم من أن بعض الدراسات التجريبية تضم مجموعة واحدة فقط أو جماعة أو ثلاثة أو أكثر.
وتقسم المقارنة التجريبية عادة إلى ثلاثة أنواع المقارنة بين نهجين مختلفين، ومقارنة بين نهج جديد ونهج قديم المقارنة بين النهج الواحد ضمن كميات مختلفة، ومن الأمثلة على المقارنة بين النهج الواحد ضمن كميات مختلفة المقارنة بين دراسة تأثير (٢٠) دقيقة من تدريس العلوم يومياً للصف الخامس تجاه تأثير (٤٠) دقيقة من تدريس العلوم يومياً على الطلبة، وتعتبر التصاميم التجريبية في بعض الأحيان معقدة للغاية ويمكن أن تضم العديد من المتغيرات المستقلة وفي هذه المرحلة توصي بالتمسك بمتغير واحد فقط، وفي التجربة تسمى المجموعة التي تتلقى العلاج الجديد المجموعة التجريبية وتسمى المجموعة التي تتلقى العلاج المعتاد المجموعة الضابطة.

اعتقادات خاطئة في المجموعة الضابطة في التربية الخاصة:

هناك اعتقاد خاطئ بأن المجموعة الضابطة لا تتلقى دائماً لأي علاج، على سبيل المثال إذا كان المتغير المستقل نوعاً من تعليم القراءة، فالمجموعة التجريبية تفرض طريقة جديدة ويمكن أن تستمر المجموعة الضابطة بالتعليم بالأسلوب المستخدم الاعتيادي، ويجب أن تتساوى المجموعات التي تتلقى العلاجات المختلفة على جميع المتغيرات التي قد تؤثر على أداء المتغير التابع، وفي المثال السابق يجب أن يكون الاستعداد للقراءة الأولية متشابهاً جداً في كل مجموعة علاج في بداية الدراسة ويبذل الباحث كل جهد ممكن لضمان أن المجموعتين متشابهتين على جميع المتغيرات عدا المتغير المستقل.
والطريقة الرئيسة التي تتسأوى فيها المجموعات هي من خلال عينة عشوائية طبقية أو عينة عشوائية بسيطة، وبعد أن تخضع المجموعات للعلاج لفترة يقوم الباحث بجمع البيانات على المتغير التابع من المجموعات والاختبارات ويوجد الاختلاف في الأداء، وبعبارة أخرى يتم ذلك باستخدام التحليل الإحصائي ويحدد الباحث ما إذا كان للعلاج فرقاً حقيقياً، وعلى سبيل المثال لنفترض أنه في نهاية دراسة تجريبية لتقييم طريقة القراءة كانت درجة متوسط إحدى المجموعة الأخرى، وهذا يبين بوضوح أن المجموعات مختلفة ولكن الفرق هو نقطتان فهل لهذا الفرق معنى؟ أم أنه يكون هناك خطأ في القياس؟ التحليل الإحصائي يسمح للباحث الإجابة عن هذا السؤال بثقة.

مشكلات الدراسات التجريبية في مجال التعليم:

وغالباً ما تعاني الدراسات التجريبية في مجال التعليم من مشكلتين عدم الخضوع الكافي للعلاجات والفشل في جعل علاجات مختلفة كثيراً عن بعضها بعضاً، وبخصوص المشكلة الأولى وبغض النظر عن مدى فعالية العلاج فإنه ليس من المحتمل أن تكون فعالة إذا كانت المدة غير كافية، فالمجموعة التجريبية تحتاج إلى أن تتعرض لفترة طويلة وكافية وذلك لإعطاء العلاج فرصة للعمل أي إحداث أثر قابل للقياس.
وأما بخصوص المشكلة الثانية أي الفرق في العلاج فمن المهم لتفعيل المتغيرات في مثل هذه الطريقة أن يكون الفرق بين الجماعات واضحاً، وعلى سبيل المثال في دراسة مقارنة بين تدريس الفريق والتدريس بالمحاضرة التقليدية فإن فريق التدريس يجب أن يتفاعل بطريقة متمايزة بوضوح عن الطريقة التقليدية إذ إن تدريس الفريق يعني ببساطة أن يتنأوب اثنان من المدرسين على إلقاء المحاضرات بالطريقة التقليدية فلن يكون ذلك مختلفاً جداً عن ما يسمى طريقة التدريس التقليدية وسوف يصعب على الباحث إيجاد فرق ذي مغزى بين الدراستين.


شارك المقالة: